يترأس اليوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة آخر مجلس للوزراء لسنة 2009 سيخصص لتقييم أداء الحكومة من خلال العرض المفصل الذي سيقدمه الوزير الأول أحمد أويحيى حول حصيلة عمل فريقه الحكومي في السنة المنقضية، كما سيكون على طاولة بوتفليقة 5 عروض قطاعية في مقدمتها العرض الذي سيقدمه وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار حول السياسة الوطنية للرياضة والذي سيكون مناسبة من المرتقب أن يتطرق فيها رئيس الجمهورية لمستقبل للعلاقات الجزائرية المصرية على ضوء التداعيات التي خلفتها المقابلة الكروية التي جمعت الشهر المنقضي منتخبي البلدين. يكتسي اجتماع اليوم أهمية خاصة بالنظر لكونه آخر مجلس للوزراء للسنة الجارية، كما يأتي بعد أحداث وطنية هامة في مقدمتها لقاء الثلاثية الذي جمع الحكومة بالشريك الاجتماع وممثلي أرباب العمل والذي أسفر عن عدد من القرارات لعل أهمها قرار رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون لتحسين القدرة الشرائية للمواطن، إلى جانب التدابير الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة في مجال الاستثمار، وكذا الفوز الكبير الذي أحرزه الفريق الوطني لكرة القدم بعد افتكاكه تأشيرة التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا وما انجر عن المباراة الفاصلة التي لعبها الفريق الوطني بالخرطوم من تداعيات على العلاقات الجزائرية المصرية بسبب الحملة التي خاضها الإعلام المصري ضد الجزائر حكومة وشعبا ورموزا، وهي القضايا التي من المنتظر أن يقول بشأنها الرئيس بوتفليقة كلمته. وحسب مصادر مسؤولة فإنه من المنتظر أن يبادر بوتفليقة في اجتماع اليوم بتقييم حصيلة أداء أويحيى طيلة السنة المنقضية وتقديم توجيهات بخصوص المرحلة المقبلة، حيث سيستمع رئيس الجمهورية إلى العرض الذي سيقدمه الوزير الأول والذي يتضمن شروحات تفصيلية حول نشاط الفريق الحكومي خلال سنة 2009 في مختلف القطاعات، لا سيما حصيلة الانجازات والمشاريع المسجلة للسنة المقبلة، ويرجح محدثنا أن يتوقف أويحيى بنوع من الاستفاضة عند نتائج الثلاثية وما جرى الاتفاق عليه بين أطرافها بالنظر للأهمية التي يوليها بوتفليقة للجبهة الاجتماعية والقدرة الشرائية للمواطن، ومعلوم أن مراجعة الأجر الوطني الأدنى المضمون جاءت بقرار من الرئيس بوتفليقة في نهاية عهدته الثانية. وفضلا عن العرض الشامل الذي سيقدمه الوزير الأول سيستمع بوتفليقة إلى عروض قطاعية يقدمها 5 وزراء في مقدمتهم وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار الذي سيقدم السياسة الوطنية للرياضة، وهو الملف الذي يحظى بعناية خاصة، لا سيما وأنه يأتي في ظل العودة القوية للرياضة الجزائرية إلى الساحة الدولية وبعد الانتصارات التي حققها الفريق الوطني لكرة القدم وتأهله لنهائيات كأس إفريقيا التي غاب عنها في الطبعتين الأخيرتين، وكذا افتكاكه تأشيرة التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، وهي المنافسة التي غابت عنها الجزائر لما يقارب ربع قرن من الزمن، ومن المرتقب أن يقدم بوتفليقة ملاحظاته حول الإستراتيجية التي أعدها جيار للنهوض بالرياضة الوطنية. كما لا تستبعد مصادرنا أن يكون عرض السياسة الوطنية للرياضة مناسبة يتطرق فيها الرئيس بوتفليقة إلى تداعيات المباراة الفاصلة التي خاضها الفريق الوطني ضد نظيره المصري بالخرطوم وتأثيرها على العلاقات بين البلدين بعد الحرب التي خاضها الإعلام المصري وشخصيات في نظام مبارك ضد الجزائر، خاصة وأن الأنظار تتجه إلى ما سيقوله الرئيس بوتفليقة بهذا الخصوص باعتبار أن الإساءة كانت كبيرة وخطيرة من الجانب المصري الذي استدعى سفيره بالجزائر عقب المقابلة للتشاور وما يزال إلى حد الآن بالقاهرة رغم مرور أزيد من شهر على المقابلة الكروية. ومن الملفات التي ستكون على طاولة مجلس الوزراء العرض الذي سيقدمه وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد حول إجبارية التعليم والخريطة المدرسية وشروط الدخول إلى المؤسسة التعليمية واستعمالها وحمايتها، حيث ستتجه الحكومة مستقبلا نحو إعداد مراسيم تنفيذية تحدد شروط الدخول إلى المؤسسات التعليمية واستعمالها في دروس الدعم والتقوية وهي العملية التي تتم حاليا تحت إشراف إدارة كل مؤسسة، كما سيقدم وزير المالية كريم جودي يتعلق بلجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية الاستثمارات وضبط العقار الصناعي، وعرض آخر لعبد المالك سلال حول المخطط التوجيهي لتهيئة الموارد المائية والمخطط الوطني للماء، وعرض يقدمه شكيب خليل حول تحديد القواعد المتعلقة بنشاط نقل المنتجات البترولية بواسطة الأنابيب وتخزينها. وفي سياق ذي صلة سينظر مجلس الوزراء في مشروع قانون يتضمن المصادقة على المخطط الوطني لتهيئة الإقليم، ومشروع قانون يتعلق بمهن الخبير والمحاسب ومحافظ الحسابات والمحافظ المعتمد يقدمه وزير المالية، إلى جانب مجموعة من القرارات الفردية بخصوص الترقيات والتعيينات الجديدة وإنهاء المهام التي أقرها رئيس الجمهورية في المناصب السامية للدولة.