قال شهود إن تسعة على الأقل قتلوا وأصيب 17 شخصا آخر بمعارك اندلعت أمس بين قوات علماء أهل السنة والجماعة من جهة ومقاتلي الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين من جهة أخرى بمدينة بلدوين، بينما زادت الأوضاع الإنسانية سواء مع تواصل هجرة المدنيين وإغلاق برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الإنسانية مكاتبها بمقديشو وجنوب البلاد. ووفقا لشهود عيان فإن المعارك التي امتدت مؤخرا إلى بلدوين الإستراتيجية أجبرت قوات الحزب الإسلامي على التراجع للأجزاء الغربية للمدينة التي تسيطر عليها حركة الشباب. من جانبه قال مسؤول العمليات بالحزب الإسلامي شيخ محمد عثمان عروس إن مقاتليه هزموا مقاتلي علماء أهل السنة، وإنهم لا يزالون يتمركزون في مواقع عدة داخل بلدوين. بالمقابل أكد مصدر صحفي أن قوات الحزب انسحبت نحو الأحياء الغربية من بلدوين، متوقعا أن تواجه قوات جماعة أهل السنة صعوبات كبيرة في حال أرادت التوسع إلى الأجزاء الغربية للمدينة، كون هذه الأجزاء تطل على مدن وبلدات تسيطر عليها حركة الشباب. وفي سياق تحرك جماعة أهل السنة، أكدت مصادر موثوقة عزمها السيطرة على مدن أخرى وسط البلاد، مشيرة إلى أن عيلبور تعد من المدن الرئيسية التي تسعى الجماعة للسيطرة عليها قريبا. وكانت مدينة طوسمريب بإقليم قلقدود وسط الصومال قد شهدت الأسبوع الماضي معارك ضارية بين حركة الشباب وجماعة علماء أهل السنة، خلفت أكثر من خمسين قتيلا ونحو سبعين جريحا. يُذكر أن الجماعة الصوفية تخوض معارك مع كل من الحزب الإسلامي وحركة الشباب منذ نهاية 2008، للسيطرة على الأقاليم الوسطى التي هي بمثابة معقلها الرئيسي. من جانبها تحدثت الحكومة عن تحركات عسكرية وشيكة للسيطرة على الأجزاء الخاضعة حاليا للمعارضة. وحسب المتحدث باسم وزارة الإعلام شيخ عبد الرزاق قيلو، فإن الحكومة تبذل جهودا مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي وشرائح واسعة من المجتمع الصومالي لتهيئة الأجواء لكسب التأييد الشعبي والشرعية اللازمة قبل شن هجوم تعد له.