ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات التي تشهدها منذ صباح الجمعة بلدة وابحو وسط الصومال بين فصائل إسلامية مسلحة إلى 60 قتيلا على الأقل، في حين بلغ عدد النازحين هربا من القتال الدائر في العاصمة مقديشو نحو 96 ألف شخص خلال الشهر الأخير وحده. وقد اندلعت الاشتباكات في الساعات الأولى من صباح الجمعة بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين من جهة، وبين جماعة أهل السنة والجماعة الموالية للحكومة الانتقالية من جهة أخرى. ووقعت الاشتباكات بعدما شن الحزب الإسلامي وحركة الشباب هجوما صباح الجمعة على بلدة وابحو وسيطرا عليها. ونقل عن الأمين العام للحزب الإسلامي عبد الله خطاط تأكيده سقوط عشرات القتلى من الجانبين، مؤكدا أيضا استيلاء مقاتليه على أربع عربات عسكرية. ولم يتسن الاتصال بالمسؤولين في جماعة أهل السنة للاطلاع منهم على حقيقة ما يجري في وابحو، وحسب ما أشار إليه مراسل الجزيرة فإن ما يتراوح بين 500 و600 مقاتل من جماعة أهل السنة كانوا يتواجدون حتى الخميس في البلدة. ومن جهة أخرى قتل نحو 83 شخصا، وأصيب 75 آخرون بجراح في معارك بين مسلحي الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين والقوات الإثيوبية في إقليم أوغادين غرب الصومال. ونقل عن عبد القادر حسن هيرموجي نائب رئيس الجبهة قوله: إن قواتها شنت هجمات مخططة خلال الأسبوعين الماضيين على مواقع عسكرية تتمركز فيها القوات الإثيوبية، واستولت على بلدة ددن بمحافظة بابلي غرب الإقليم. وأضاف أن قوات الجبهة قتلت أربعين من عناصر ما سماها قوات الاحتلال الإثيوبي، ودمرت عربات عسكرية تابعة لها، مشيرا إلى أن قواته هاجمت أيضا موقعين آخرين في منطقة جارتو وسط الإقليم وقتلت 39 من القوات الإثيوبية. واعترف هيرموجي بمقتل خمسة من قوات الجبهة وجرح آخرين امتنع عن ذكر عددهم، مشيرا إلى أن القيادات العسكرية للجبهة تخطط لخوض معارك مباشرة مع القوات الإثيوبية في أوغادين. وعلى الصعيد الإنساني قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن نحو 96 ألف شخص اضطروا للنزوح من مقديشو منذ بداية ماي الماضي، مضيفة أن هذا العدد يضاف إلى أكثر من مليون نازح بسبب الصراع الدائر في الصومال منذ سنتين ونصف. وأشارت المفوضية إلى أن نحو 35 ألفا من هؤلاء النازحين في الشهر الماضي ما يزالون في مناطق متفرقة بمقديشو لأنهم لم يستطيعوا الهرب منها لحد الآن، وأضافت أن نحو 26 ألفا آخرين يقيمون في مخيمات مؤقتة بضواحي العاصمة، وأن نحو ثلاثة آلاف آخرين أكدوا أنهم سيقطعون الحدود باتجاه دول مجاورة كاليمن وكينيا وإثيوبيا. وبدورها قالت منظمات إغاثة: إن الصومال يشهد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وإحدى أكثرها تهميشا، مؤكدة أن نحو ثلاثة ملايين صومالي يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة. وكان مسؤولون أمميون قالوا في وقت سابق إن اللاجئين الصوماليين الفارين من القتال الدائر في بلدهم يتدفقون بالآلاف إلى كينيا المجاورة، وأكدت رئيسة مكتب المفوضية الأممية في داداب بشمال كينيا آن كامبيل: أن المفوضية تستقبل في المتوسط سبعة آلاف لاجئ صومالي في الشهر منذ جانفي الماضي. وتتوقع منظمات إغاثة أن يستمر عدد اللاجئين في التزايد، وأعلنت أنها تسعى للحصول على مساحة إضافية من الحكومة الكينية لتوسيع هذه المخيمات. ومن جهته حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الإمدادات الموجهة إلى مخيمات داداب يمكن أن تتقلص في وقت قريب. وتفيد بعض الإحصاءات أن الحرب في الصومال أودت بحياة نحو 80 ألف شخص في العامين الأخيرين وحدهما، في حين نزح نحو مليون شخص داخل البلاد هربا من الظروف الأمنية غير المستقرة خصوصا في العاصمة مقديشو.