مثلت ،أول أمس, أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر المتهمة بقتل السائق الشخصي للرئيسين الراحلين »هواري بومدين« , »محمد بوضياف« والرئيسين »شادلي« و»زروال« ، وهو زوجها المدعو » ب . ج«، حيث سلطت عليها المحكمة عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذا بعدما التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام ضدها. قضية الحال تعود وقائعها إلى تاريخ 3 جانفي من السنة الماضية، وفي حدود الساعة الثالثة صباحا حينما أقدمت المتهمة على ضرب زوجها بالساطور على مستوى الرأس أردته قتيلا، وقد اعترفت هذه الأخيرة أثناء استجوابها في جلسة المحاكمة التي كانت أجواءها جد مؤثرة على جميع الحضور مصرحة أنه ليلة الواقعة تقدم منها زوجها المرحوم محاولا قتلها بالسكين داخل غرفة الاستقبال, حيث طلب منها إعلامه عن مكان ابنته »سعاد«، التي خرجت في مهمة عمل إلى أوربا مهددا بقتل كليهما . وأضافت المتهمة في تصريحاتها أنها تزوجت بالضحية وعمرها لا يتجاوز 14 سنة وعاشت معه في معاناة كبيرة طيلة فترة زواجهما, بسبب القسوة الشديدة والعنف الغير معقول الذي كان يعاملها به وأبناءها حيث سبق وأن ضرب ابنه البالغ من العمر 15 سنة فكسر فكه الأسفل, فضلا عن محاولته عدة مرات قتل أحد أبنائه بوضع المسدس على رأسه . كما قام بهجر فراش الزوجية منذ سنة 1989 ، وهي التصريحات التي أكدها أبناءه الذين تم سماعهم كشهود في القضية والذين اجمعوا على صعوبة العيش مع والدهم المتوفى ,حيث أكدت ابنته » سعاد «، البالغة من العمر 38 سنة أن أباها كان شديد القسوة معهم مشيرة إلى أنها لم تكلمه لمدة 13 سنة كاملة, كما أنه قام بتدمير حياتها ومستقبلها بمنعها من الزواج وطرد كل من يتقدم لخطبتها . أما ابنها فقال بالحرف الواحد » أمي كانت شجاعة لارتكابها هذه الجريمة «، لأنها تعرضت لإرهاب نفسي وجسدي طيلة 47 سنة، وأكد هو الآخر انه لم يكلم والده المرحوم طيلة 12 سنة, وهو الأمر الذي استغرب له كل من حضر جلسة المحاكمة , كما أفاد قائلا أن والده كان ينوي تطليق والدتهم وإعادة الزواج مرة ثانية لأنه كان على حد قوله زير نساء . وعليه فقد أكد النائب العام أثناء مداخلته على ثبوت تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق المتهمة باعتبار اعترافها اليوم خلال جلسة المحاكمة وعبر كافة مراحل التحقيق بإزهاق روح الضحية بدافع الانتقام من مختلف الضغوطات النفسية التي سببها لها ولأبنائها. وذلك بقيام المتهمة بعد أن اهتدى زوجها إلى النوم بحمل الساطور وضربه ضربتين قاتلتين على مستوى الرأس، وهو ما يدل على بشاعة الجريمة وبالتالي توفر عنصري النية والعزم والإصرار، على وضع حد لحياته للتخلص من السيطرة الزوجية والأبوية التي كان يمارسها ضدهم, وسط كل هذه الوقائع التمس إنزال عقوبة المؤبد في حق المتهمة, غير أن المحكمة وبعد مداولتها القانونية في القضية قضت على المتهمة ب 5 سنوات حبسا نافذا.