لا تزال عدة دول وجهات ترسل مساعدات غذائية وطبية إلى منكوبي الزلزال الذي ضرب هايتي الثلاثاء الماضي رغم صعوبة وصولها بسبب تضرر مطار العاصمة بورت أو برنس، في حين قالت سلطات هايتي إن عدد قتلى الزلزال قد يصل إلى مائتي ألف، إضافة إلى ملايين المشردين. فقد بعثت بريطانيا خمسين طنا من المساعدات وثلاثين متطوعا، في وقت تبرع البريطانيون حتى الآن بنحو 3.25 ملايين دولار لإغاثة الضحايا. أما هولندا فأرسلت سفينة حربية محملة بالمساعدات الغذائية والطبية، إضافة إلى عشرات المتطوعين، بينما شحنت الصين إلى هايتي مساعدات تشمل خياما وملابس وأغذية ومعدات لتطهير المياه بقيمة تناهز 41 مليون دولار. الصليب الأحمر الألماني أرسل بدوره طائرة محملة بمساعدات غذائية وبمستشفى ميداني، إضافة إلى خيام وأسرة ومستلزمات طبية ومسعفين. ومن منطقة الشرق الأوسط أرسلت تركيا مساعدات بنحو مليون دولار إضافة إلى مسعفين ومنقذين، حيث غادرت البلاد ثلاث طائرات عسكرية تحمل أربعين طنا من المساعدات. أما الهلال الأحمر الإيراني فقد أرسل ثلاثين طنا من المساعدات الغذائية والخيام والأدوية. وقد وصلت مساء أمس إلى بورت أو برنس طائرة قطرية تحمل خمسين طنا من المساعدات العاجلة إلى المتضررين، كما تحمل فريقا للبحث والإنقاذ مع طاقم طبي متخصص في العمل في مناطق الكوارث، ويستعد الهلال الأحمر القطري بدوره لإطلاق نداء إغاثة بهذا الخصوص. وقد قالت الولاياتالمتحدة -التي تولت السيطرة على المطار استنادا إلى مذكرة تفاهم وقعتها مع حكومة هايتي- إن هناك مشاكل تقنية في المطار من شأنها تأخير وصول المساعدات ومواد الإغاثة بالسرعة المأمولة. وذكرت مصادر أمريكية أن مهبط المطار غير مجهز لاستقبال طائرات شحن عملاقة فضلا عن تضرر برج المراقبة بفعل الزلزال بالإضافة إلى نقص التجهيزات اللازمة للتعامل مع جهود الإنقاذ وعدم وجود ما يكفي من وقود الطائرات. وفي هذا السياق أعلن عن وصول فريق من سلاح الجو وإدارة النقل الجوي الأمريكي إلى مطار بورت أو برنس لإعداد المطار لاستقبال الرحلات الجوية بعد إصلاح أجهزة الاتصالات وتجهيز المهابط لاستقبال طائرات الشحن. ومن جهة أخرى دعت الأممالمتحدة لجمع 560 مليون دولار لإغاثة منكوبي الزلزال، ومن المنتظر أن يصل الأمين العام للمنظمة الأممية بان كي مون اليوم إلى هايتي لمعاينة الوضع هناك. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إليزابيث بيرس إن زلزال هايتي هو أسوأ كارثة تواجهها المنظمة الأممية في تاريخها، في حين حذر مسؤول أممي من أن الجوع قد يؤجج توترا إذا لم تصل المساعدات بسرعة. وفقدت بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في هايتي 36 على الأقل من أفرادها في الكارثة، وفي ظل غياب أي معلومات عن مصير ممثل المنظمة الأممية في هايتي هيدي أنابي، أوفد بان كي مون ممثله السابق إدموند مولي، الذي يتولى حاليا منصب مساعد الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام، ليتولى رئاسة بعثة الأممالمتحدة في هايتي. وعلى صعيد جهود الإنقاذ، أعلن وزير الداخلية الهايتي بول أنطوان بيانيمي أنه تم انتشال نحو خمسين ألف جثة إلى الآن، وأن السلطات تتوقع أن يصل عدد القتلى إلى مائتي ألف. ومن جهته قال وزير الحماية الاجتماعية أراميك لويس إنه تم دفن نحو أربعين ألف جثة في مقابر جماعية، أما وزير الصحة أليكس لارسن فصرح أن ثلاثة أرباع العاصمة الهايتية تحتاج إلى إعادة الإعمار.