لا تنتظروا أشياء كثيرة من الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب اليوم الأحد لمناقشة مشروع قرار الكونغرس الأمريكي الذي يدعو مؤسسات الأقمار الصناعية إلى عدم التعاقد مع القنوات التلفزيونية التي يعتبرها الكونغرس قنوات تدعو إلى »الإرهاب«. طبعا فإن هذا المشروع القانون لا يعني إلاّ شيئا واحدا وهو أن بعض القنوات الفضائية العربية والإسلامية ستوضع في قائمة "المنظمات الإرهابية" التي تبيح الولاياتالمتحدة لنفسها التضييق عليها بكل الوسائل، والتصدي لها بداعي تهديد الأمن القومي الأميركي. المشروع لا يخفي الهدف من سنّ هذا القانون وذكر بالتحديد قنوات مثل محطة الأقصى التابعة لحركة حماس والتي تبث من غزة، بالإضافة إلى قناتي الزوراء والرافدين العراقيتين وقناة المنار التابعة لحزب الله، وربما حتى الجزيرة القطرية وإن لم تُذكر بالاسم. إن إقرار مشروع القانون بأغلبية ساحقة سيسمح للإدارة الأميركية دون شك باتخاذ إجراءات عقابية ضد هذه الفضائيات بحجة »التحريض على الإرهاب«، وحتى وإن كان المشروع ينتظر تصديق مجلس الشيوخ وتوقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلاّ أن التوقعات كلها تشير إلى تمريره. هكذا يقابل أوباما العرب والمسلمين في الذكرى السنوية الأولى لتوليه رئاسة أمريكا، لا اختلاف جوهري بينه وبين بوش عندما يتعلق الأمر بفلسطين والعراق وأفغانستان.. أجل لا فرق، فالقوات الأمريكية التي قصفت مكتب الجزيرة في بغداد أثناء الاحتلال ضاقت ذرعا بالبديل الإعلامي الذي قارعها وقارع شبكة cnn آنذاك، وهاهو أوباما، النسخة المحسّنة لأمريكا يقوم بالشيء ذاته ولكن باسم القانون والتشريع. لم تعد المواجهة الإعلامية عبر الفضائيات بالكلمة والصوت والصورة عند الأمريكيين، لأنهم حفظوا الدرس أثناء احتلال العراق وتأثير الجزيرة ثم قناتي الرافدين والزوراء لإسماع صوت المقاومة، وحفظت الدرس أثناء الحرب على لبنان في 2006 ودور قناة المنار والجزيرة معا، واقتنعت أخيرا بخطورة ذلك على سياساتها ومواقفها جرّاء ما حدث في الحرب على غزة ودور قناة الأقصى رغم قلة الإمكانات ودور الجزيرة طبعا. ضاق صدر أمريكا وبدا وجهها الاستعماري القبيح أكثر بشاعة الآن بالتوجه نحو رفع سلاح التضييق على الحريات وتفصيل القوانين لهذا الغرض. فلا تنتظروا شيئا من اجتماع العرب بمقر جامعة الذل بالقاهرة لأن هؤلاء بعد الاحتلال العسكري والسياسي الأمريكي لهم لن يتوانوا عن تعبيد الطريق للاحتلال الإعلامي والثقافي حتى يسقط آخر خط للمقاومة في هذه الأمة..! أما بعد: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام