يبدو أن الولاياتالأمريكية اليوم ورغم كل التحولات الطارئة على مستوى الساحة الدولية لا زالت او تتعمد عدم التفريق بين ''المقاومة ''و''الإرهاب'' ، رغم مرور سنوات عدة على ظهور مصطلح ''الإرهاب'' الذي أسال كثيرا من الحبر في الآونة الأخيرة. وهو ما يؤكد أن أمريكا تستعمل المصطلح وفقا لإرادتها فيكون مقاومة ان فرضت تدخلها على إحدى سيادات الدول، وتعتبره إرهابا اذ ما تصدى احد لإرادتها، الأمر الذي يفسر سياستها تجاه بعض القنوات الفضائية العربية. الكونغرس يعد تقريرا أسود ضد القنوات العربية تواصل لجان مختصة أمريكية تابعة لمجلس الكونغرس الأمريكي بإعداد مسود قرار لرفعه إلى المجلس، يتعلق الأمر ببعض الفضائيات العربية،التي ترى الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها تشجع الإرهاب، وتدعو للعنف ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية والأمريكيين وتثير مشاعر الكراهية والعداء المتنامي في المجتمعات الإسلامية. حيث قام مجلس النواب الأمريكي مؤخراً، بتمرير مشروع قانون يطالب الرئيس باراك أوباما بتقديم تقرير عن المحطات التلفزيونية التي تبث من المنطقة العربية، وتحرض على الإرهاب والعنف ضد الأمريكيين، بهدف اتخاذ إجراءات عقابية ضدها. ''الأقصى'' و''العالم'' منظمات إرهابية عالمية... وكانت امريكا قد اتهمت قناة الزوراء بأنها تهدد السلام واستقرار العراق والحكومة العراقية، كما اعتبرت أن قناة ''الرافدين'' العراقية تابعة لهيئة علماء المسلمين في العراق؛ وهي من وجهة النظر الأمريكية منظمة معادية للولايات المتحدة في العراق. وإذا كانت قناة الزوراء في نظرهم تبث عمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق، فإن قناة ''الرأي'' هي نفسها قناة الزوراء في رأيهم بعد أن غيرت اسمها وظهرت في ثوب جديد للتحايل على تجميد وزارة الخزانة الأمريكية لحسابات مشعان الجبوري في يناير 2008 ووضعه على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية. أما قناة ''المنار'' التابعة لحزب الله البناني فإن مجلس النواب الأمريكي يعتبرها منظمة إرهابية ، وأن هذه القناة التي انطلقت كقناة فضائية في العام ,2000 هي قناة مقاومة يستخدمها الحزب لدعم أهدافه في مواجهة الولاياتالمتحدة وإسرائيل بوسائل العنف. ومما يضايق مجلس النواب الأمريكي أن قناة ''المنار'' تبث على الأقمار الصناعية ''نايل سات'' و''عرب سات'' وذلك بالإضافة إلى القمر الأندونيسي (بالاب سي- 2) مما رفع عدد مشاهدي القناة، كما أن رئيس الحزب والمسؤولين فيه يظهرون كثيرا على هذه القناة منادين ب''الموت لأمريكا''، إلى جانب بث لقطات حول عمليات فدائية ضد القوات الأمريكية في العراق. ولما كانت الولاياتالمتحدة تتهم القنوات الإيرانية، ومنها قناة ''العالم'' الناطقة باللغة العربية، بأنها تحرض على العنف ضد الولاياتالمتحدة فقد وضعها مجلس النواب الأمريكي في قائمته السوداء إلى جانب قناة ''لأقصى'' التابعة لحركة حماس في غزة التي يعتبرها النواب الأمريكيون منظمة إرهابية عالمية . الجزائرتونس والمغرب ضمن القائمة السوداء... ومن بين القنوات الفضائية التي اعتبرها المشروع محرضًا أساسيًا على العنف قناة ''الأقصى'' التابعة لحركة ''حماس''، و''المنار'' التابعة ل''حزب الله'' اللبناني، و''الرافدين'' العراقية، في حين حدد المشروع نطاق الدول التي لابد من تطبيق مشروع القانون عليها، التي شملت كلا من مصر والسعودية والإمارات العربية والجزائروتونس والمغرب والعراق والبحرين وإيران وإسرائيل والضفة الغربيةوغزة والأردن وعمان وقطر وسوريا واليمن. تهديدات وعقوبات مالية صارمة وتتضمن مسودة القرار الجديد، وقف المساعدات الأمريكية عن الدول التي تستضيف هذه القنوات كجزء من العقوبات. ولا يتوقع ان يواجه القرار القادم أي صعوبة في التصويت عليه، خاصة ان قرارا سابقا مشابها قد تم التصويت عليه في مجلس النواب في نهاية العام الماضي، اذ قام حوالي 395 نائب بالتصويت عليه. وفي حالة الموافقة على القرار ستخصص الحكومة الأمريكية لجنة خاصة لمتابعة أداء الفضائيات العربية، وتقديم تقرير سنوي عن هذه القنوات. ويعكس الاهتمام الأمريكي بالقنوات الفضائية العربية، شعبية هذه القنوات والأثر الذي تتركه في الجمهور العربي او خارجه، حيث من المعروف ان الفضائيات العربية تملك أيضا شعبية كبيرة عند الجاليات العربية في الخارج. ضغوطا خفية وعلنية لوقف مد الفضائيات الإرهابية وكانت الولاياتالمتحدة قد مارست ضغوطا خفية وأخرى علنية على بعض الدول العربية التي تستضيف هذه القنوات، واعتبرتها مشجعا للإرهاب وساهمت وقتها في وقف بعضها. وكان مجلس النواب الأمريكي قد أقر في الثامن من شهر ديسمبر الماضي مشروع قرار يعاقب مشغلي الأقمار في حالة تعاقدهم مع قنوات فضائية تعتبرها الولاياتالمتحدة مناهضة لأمريكا وإسرائيل وتحرض على العنف ضد الأمريكيين، بشكل متكرر. ويخص القرار بالذكر قنوات مثل المنار والأقصى الرافدين الزوراء والعالم. ويحتوي قرار مجلس النواب الأمريكي الذي يحمل رقم 1308على فقرة هامة لها مغزاها ودلالتها.. تحث الرئيس الأمريكي على أن ''يأخذ في اعتباره الرعاية التي تقدمها دول معينة للتحريض على العنف ضد الولاياتالمتحدة عند تحديد مستوى المساعدات ودرجة وطبيعة العلاقات مع الدول الإقليمية في الشرق الأوسط''. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد حظرت جميع المعاملات المالية بين أي مواطن أمريكي وبين قناة ''الزوراء'' أو مالكها مشعان الجبوري.