شدد المتدخلون خلال الندوة الفكرية التي نظمتها الرابطة الرحمانية للزاوية القاسمية الهامل ببوسعادة أول أمس، على ضرورة ربط الجيل الجديد بماضيه وتأهيله لحمل أمانة الأجيال الماضية، مبرزين في ذات الوقت الدور الذي لعبته الزوايا في الحفاظ على هذه الروابط بين جيلي الأمس واليوم ، كما حثوا على خلال هذه الندوة على ضرورة لاقتداء بالزاوية لدعم كتابة تاريخ الثورة. وفي كلمته الافتتاحية دعا الشيخ مأمون القاسمي إلى ضرورة تحلي شبابنا بالروح الوطنية المنبثقة عن مبادئ أول نوفمبر وثورته المجيدة، وذلك من اجل مواصلة مسيرة البناء واستكمال مقومات الاستقلال، مؤكدا أن هذا لا يتأتى إلا من تربية النشا تربية منبثقة من عقيدتنا ومنسجمة مع مبادئنا وأهدافنا وتثقيفه ثقافة حقيقية تتطلب الوعي وصفاء الروح، كما دعا شيخ الزاوية إلى إيجاد برنامج تربوي متكامل يبعث الطاقات الروحية في النفوس ويغرس الروح الوطنية في الأجيال. ومن جهته استعرض الأستاذ والإعلامي محمد عباس الإرهاصات الأولى التي مرت بها الحركة الوطنية ومختلف التيارات الفكرية التي انبثقت عنها ليكون أول نوفمبر جامعا للمبادئ الأساسية التي جمعت الجزائريين حول الكفاح من أجل الاستقلال. أما الأستاذ الهادي الحسني فقد تركزت مداخلته على إبراز بعض الشوائب الموروثة عن الفترة الاستعمارية التي لازالت متجلية إلى اليوم والتي تمثلت في بعض التسميات التي تعرف بها بعض شوارعنا والتي لها صلة بالمبشرين الفرنسيين كشارع لافيجري بوهران، منتقدا في نفس الوقت إطلاق مصطلح الكفاح إبان المقاومات الشعبية بد كلمة الجهاد، وهي الملاحظة التي أثارت حفيظة الأمين العام لمنظمة المجاهدين سعيد عبادو وأعاب على المتدخل سبب عدم تبليغه بها من قبل. ومن جانبه شدّد الطاهر آيت عجلان، على ضرورة التمسك بمبادئ الإسلام الحنيف، مؤكدا أن الزوايا لعبت دورا بارزا في حماية الجزائريين من الذوبان والانصهار في سياسة الاندماج والتبشير وكذا التنصير التي انتهجها الاحتلال الفرنسي بالجزائر. أما ثلة المجاهدين المشاركين في هذه الندوة التي احتضنتها زاوية الهامل فقد أكدوا أن مبدأ الشورى والقيادة الجماعية التي كرسها مؤتمر الصومام، مستوحاة من صميم مبادئ نوفمبر، وبفضلها تمكنا من تحقيق غاية الاستقلال. وكان المدعوون إلى الندوة من إطارات ثورية وواليي المدية والمسيلة إضافة إلى بعض ضباط الولاية السادسة التاريخية، وكذا شخصيات وطنية عاينوا مأوى المجاهدين بزاوية الهامل الذي كانت تتخذه إطارات الثورة مكانا للاستراحة أثناء عبورهم بهذه المنطقة.