نص مشروع اللائحة النظامية والتنظيمية للمؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني الذي خضع إلى نقاشات واسعة من طرف القواعد النضالية على عدة إجراءات وتدابير، حيث تم التطرق إلى أساليب العمل القائمة على العصرنة، تماشيا مع النضال الثري والحافل بالمنجزات والتجربة السياسية للحزب. استعدادا للمؤتمر التاسع وضمانا للسير الجيد والمحكم على المستوى النظامي والتنظيمي دعا حزب جبهة التحرير الوطني الهيئات الوطنية للقيادية إلى إعادة تجديد الهيئات القاعدية والهياكل النظامية للحزب بالاحتكام إلى القانون الأساسي للحزب والنظام الداخلي، مع الحرص على إنهاء ذلك في مدة زمنية مجددة، كما أكد أن الحياة النظامية للحزب يمكن أن تكيف مع متطلبات التعددية السياسية، وذلك بالمساهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشيء الذي يضمن التفاعل المستمر مع انشغالات وتطلعات المواطن، وإضافة إلى ذلك يتطلب من الهيئات القيادية تحيين القائمة الوطنية للمناضلين وذلك بضبط البطاقة الوطنية للمنتخبين والإطارات الحزبية حتى تكون مرجعا، بالإضافة إلى عصرنة قطاع التنظيم المركزي وكذا الانخراط الحزبي واستقطاب الكفاءات من مختلف الفئات. أما فيما يخص المجالس المنتخبة والمسؤوليات في هياكل الدولة فقد تم العمل على ترسيخ الديمقراطية في اختيار المناضلين لتولي مهام انتخابية أو في هياكل الدولة وفقا للمؤهلات العلمية مع مراعاة شروط الأقدمية والالتزام بخط الحزب، وفي جانب أخر يتم الاعتماد على أسلوب النقاش والتشاور حول القضايا قبل اتخاذ أي قرار بحيث سيكون الفصل فيها للأغلبية. وفي هذا السياق يدعو المؤتمر الهيئات الوطنية المركزية المؤهلة بإعداد إستراتيجية خاصة بالاستحقاقات الانتخابية والقضايا ذات الصلة، مع التتبع المستمر لإطارات الدولة باعتبارهم واجهة الحزب، مع التأكيد على ضرورة ربط الصلة بالمواطن وحثهم على التكفل بانشغالاتهم اليومية ومسار التنمية مع الحرص على تكوين دوري للمنتخبين المحليين من خلال الأيام الدراسية. وفيما يخص علاقة حزب جبهة التحرير الوطني بمحيطه الخارجي فان المؤتمر يؤكد على التنسيق مع الأحزاب السياسية الوطنية حول القضايا الوطنية الكبرى في إطار المصلحة العليا للبلاد، والعمل على تكثيف الاندماج أكثر في أوساط الحركة الجمعوية والمجتمع المدني مع تفعيل تموقع المناضلين داخل الجمعيات قصد تبني طروحات الحزب لنتشر أفكاره ومبادئه. كما أعطى المؤتمر التاسع للحزب حيزا لجانب الإعلام والاتصال، حيث دعا إلى عصرنة وسائل الاتصال داخل الحزب ومع المحيط الخارجي، وكذلك ايلاء عناية خاصة لصحافة الحزب بما يخدم طروحاته وتوجهاته وأفكاره ويمكنها من استقطاب الرأي العام. كما أكدت اللائحة التنظيمية للمؤتمر على ضرورة الاهتمام بالدراسة والاستشراف وبوضع الآليات الضرورية في هذا الشأن، وكذا وضع الإستراتيجية الناجعة للتكوين والتثقيف السياسي لكي يبقى الحزب قوة اقتراح فعالة ومؤثرة في التحولات الحاصلة على مختلف الأصعدة وبما يضمن إعطاء رؤية الحزب الواضحة.