هون وزير السكن والتجهيز السابق عبد الرحمان بلعياط من قصية التنصير في الجزائر معتبرا أن المسالة فيها الكثير من اللغط والافتعال غذتها بعض الأطراف التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد وضرب أركانه بعد أن فشلت محاولات زعزته بالوسائل التقليدية وفي هذا السياق أكد بلعياط أن الحملات التنصيرية في الجزائر هي شبيهة بحصان طروادة. أوضح بلعياط خلال تدخله في ندوة صوت الأحرار « صيف التحرير«، أن مسالة التبشير في الجزائر مرتبطة بأطراف خفية تحاول تفكيك لحمة الشعب الجزائري وزعزعة استقرار الدولة من خلال خلق أقلية مسيحية شبهها بمحاولة زرع حصان طروادة وذلك من اجل تفتيت نسيج المجتمع الجزائري الذي لا يعرف ما تعرفه بقية البلاد العربية والإسلامية من تنوع أو تعدد مذهبي أو طائفي أو ديني كبير، غير أنه هون من خطر التنصير في الجزائر كون الشعب الجزائري متماسك دينيا ولا يمكن أن تؤثر فيه الحملات التبشيرية، قائلا في هذا الصدد نحن » من يريد ممارسة شعائره الدينية فليمارسها علانية«، ليؤكد أن جميع النصوص الدستورية للجمهورية الجزائرية تنص على حرية المعتقد وذلك منذ أول دستور عرفته الجزائر في 1963 . وعن النشاط التبشيري، قال بلعياط إن الجزائر وعلى غرار مختلف الدول تعارض النشاطات التبشيرية السرية كونها تهدد المجتمع وتؤدي في غالب الأحيان إلى تشكيل جماعات متطرفة تعمل على تهديد وحدة المجتمع واستقراره، معتبرا أن الجزائر لا تعارض ممارسة الشعائر الدينية غير الإسلامية إلا أنها ترفض ممارستها في السر، ويبقى خطرها على مستوى الأفراد لان هذا الأخير لديه شخصيته الخاصة ونحن نحترم اختيار الفرد، فالقانون الجزائري لا يجرّم عقيدة الفرد، لان الإنسان مخيّر، إلا أننا نستنكر المواقف التي تملي على الشباب الدخول في الدين المسيحي انطلاقا من تحريضهم عن الإسلام وتشويههم له. ولدى تطرقه إلى الكنائس التي ورثت عن العهد الاستعماري أكد بلعياط أن الجزائر تحترم المقدسات الدينية غير الإسلامية وهذا ما تجلى من خلال تحويلها إلى مساجد أو إلى مراكز ثقافية وتربوية، وذلك بعد الاتفاق بين المسؤولين الجزائريين والعاملين عليها، ونفس الأمر ينطبق على المقابر المسيحية التي أكد المتحدث في شانها أن لها قدسيتها كقدسية المقابر الإسلامية، مشيرا في ذات الصدد إلى أنه قد أجريت مفاوضات بشان نقل هذه المقابر إلى ذويها أو جمعها في أماكن خاصة لحفظها وعدم المساس بها، مشيرا إلى أن كل هذه الإجراءات جاءت على مبدأ الاحترام لكل ما هو مقدس.