أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أمس عن مشروع إنشاء مؤسسة الزكاة من شأنها التكفل بسير صندوق الزكاة، سيما من حيث تسليم القروض للمستفيدين، كاشفا في نفس الوقت عن استحداث برنامج معلوماتي وطني لإحصاء كل المستفيدين من أموال الصندوق. وفي كلمته التوجيهية الى إطارات وزارته حول تفعيل آليات ودور صندوق الزكاة وتنظيمه، وذلك بمناسبة اليوم الإعلامي لحملة صندوق الزكاة التي تم تنظيمها بدار الإمام بالعاصمة، أكد الوزير أن إنشاء مؤسسة الزكاة هي مسألة في غاية الأهمية، مؤكدا على سعي الوزارة في تأسيس هذه الهيئة التي ستسيرها كفاءات وطنية في المجالين الإداري والمالي خلال السنة الجارية، كاشفا في نفس الوقت عن تشكيل مجموعة خبراء في مختلف ولايات الوطن تعمل على متابعة الجانب الإداري لتكوين ملفات الراغبين في الإستفادة من قروض صندوق الزكاة وتسليمها إلى البنك وكذا على توجيههم حول كيفية تسيير المشاريع التي يسعون إلى تحقيقها. وقال الوزير إن 37 بالمائة من مجموع الزكاة تخصص الى مشاريع إنتاجية يستفيد منها الشباب في إطار القرص الحسن، مؤكدا انه بغية إضفاء شفافية اكبر على العملية سارعت وزارة الشؤون الدينية الى الاتفاق مع مصالح بريد الجزائر الى فتح حسابات بريدية جارية لصالح المستفيدين من أموال الزكاة وذلك بهدف تسهيل العملية. وفي ذات السياق أكد غلام الله أن المرحلة القادمة ستعرف تنظيما أكثر في توزيع أموال الزكاة من خلال تحديث برنامج معلوماتي يستقبل كل القوائم الولائية المتعلقة بالمحتاجين الذين يتم تصنيفهم في سلم من 10 حسب درجة الحاجة، وذلك بهدف ضمان عدم تدخل الأشخاص في توزيع الزكاة وفرض مصداقية وشفافية أكبر على العملية، مشيرا إلى أنه سيشرع في هذه العملية بعد أن تتضاعف أموال صندوق الزكاة. من جانبه، أوضح الأستاذ محمد بوجلال في محاضرة ألقاها حول أهمية صندوق الزكاة، والتي اعتبرها أول مؤسسة في التاريخ البشري فيما يتعلق بالتكافل الاجتماعي مشيرا في هذا الصدد إلى أن كل النظريات الاقتصادية سقطت أمام هذا الأمر الإلهي، كما أن الاقتصاد العالمي يفتقر إلى نظرية إعادة توزيع الثروة، مؤكدا أن الاقتصاد العالمي سيستنجد خلال العقود الثلاثة القادمة بالتجربة المصرفية الإسلامية، كما سيكون صندوق الزكاة مرجعا للغرب، وشدّد بوجلال في ذات الخصوص على أهمية جعل صندوق الزكاة مؤسسة قائمة بذاتها. وبلغة الأرقام تطرق إطار وزارة الشؤون الدينية أحمد سعيدي، إلى حصيلة صندوق الزكاة منذ إنشائه في 2003، حيث أكد أنه عرف وتيرة متصاعدة من خلال تحصيل أكثر من 88 مليار سنتيم خلال 2009، بعد أن كانت في حدود56 مليار في سنة 2008، مشيرا إلى أنه تم تخصيص 25 بالمائة منها، للقروض الحسنة، حيث تم منح 4426 قرضا، في حين خصص 25 بالمائة من المبلغ لفائدة سكان غزة الفلسطينية. أما ممثل بنك البركة، تطرق بدوره الى حصيلة استثمار أموال الزكاة التي أكد بشأنها أنها كانت ايجابية، رغم بعض النقائص التي تبقى تؤثر سلبا على العلمية، وفي هذا الإطار كشف المتحدث أن عدد المشاريع الممنوحة في إطار صندوق الزكاة بلغت 2197 خلال ،2009 حيث تم اعتماد 392 مليون دينار، وذلك في آخر حصيلة للسنة المنصرمة. وأكد المتحدث، أنه بالرغم من النتائج الايجابية لهذه العملية إلا أنه تبق هناك بعض النقائص، سيما فيما يتعلق بغياب آليات مدروسة في انتقاء المشاريع، حيث بلغت المتأخرات 35 مليون دينار، موضحا أنه هناك حاجة ماسة الى تفعيل اللجان القاعدية لمتابعة ومسائلة أصحاب بالمشاريع.