أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد اللّه غلام اللّه عن مشروع إنشاء مؤسسة الزكاة نهاية العام الجاري للتكفل بتسيير صندوق الزكاة، حيث يجري تحضير برمجة للإعلام الآلي بهدف تنظيم الزكاة على المستوى الوطني. وأوضح الوزير لدى إشرافه أمس بدار الإمام بالمحمدية في العاصمة افتتاح فعاليات يوم إعلامي حول صندوق الزكاة، أنّ مؤسسة الزكاة أمر تقتضيه روح العصر وتشير إليه الآية الكريمة "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها". واستجابة لأمر الله لابد أن تجمع الزكاة وتوزع على مستحقيها على أسس بيّنة وفعالة وهو ما نعبر عنه بالمؤسسات في تطبيق هذه الفريضة الربانية. وأضاف السيد غلام اللّه أن برنامج الإعلام الآلي المحضر لتنظيم الزكاة على المستوى الوطني، يحصي الفقراء حسب الدرجات من 1 إلى 10، لضمان عدم التدخل الشخصي في الزكاة، مؤكدا في هذا السياق أن الإدارة لا توزع هذه الزكاة، لأنه كما قال، مدير الشؤون الدينية يتحمل مسؤولية الجمع ويوقع الصكوك التي توزع لكنه لا يوزع، وألح الوزير في هذا السياق على ضرورة اعتماد آليات عصرية في تحصيل وتوزيع الزكاة، كتقنيات المحاسبة والإعلام الآلي، مؤكدا في هذا الصدد وجود اتفاق بين وزارتي الشؤون الدينية والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال يقضي بدفع الزكاة لمستحقيها عبر الوطن عن طريق فتح حسابات لهؤلاء لتمكينهم من هذا الحق ودون عناء الحوالات. ونفى الوزير في ندوة صحفية على هامش اليوم الإعلامي أن يكون لتأجيل تنظيم المناقصة الدولية الخاصة بإنجاز المسجد الأعظم من 23 فيفري الجاري إلى 14 مارس القادم، تأثير على احترام مدة الإنجاز، موضحا بأن هذا التأجيل البسيط جاء استجابة لطلب شركات وطنية تريد المشاركة في انجاز هذه المؤسسة الدينية الضخمة بالشراكة أو التعاون مع الشركات الأجنبية. وعن حصيلة جمع الزكاة ابتداء من اعتماد آلية الصندوق سنة 2003 إلى سنة 2009، كشف المدير المركزي بالوزارة السيد أحمد سعيدي، أن الأموال المجموعة للزكاة طيلة هذه السنوات قد بلغت 262 مليار سنتيم فيما بلغت القروض الحسنة الممنوحة لمستحقيها 4424 قرضا، باعتماد قاعدة 37 بالمائة من محصول جني الزكاة كقروض حسنة، وأشار إلى أن حصيلة سنة 2009 من الزكاة قدرت ب88.8 مليار سنتيم وبمنح 800 قرض حسن بناء على قاعدة 50 بالمائة زكاة قوت، 25 بالمائة للقروض، 25 بالمائة للتضامن مع أهالي غزة في فلسطين. ومن جانبه، أكد الأمين العام لبنك البركة السيد حيدر ناصر، والذي تشرف مؤسسته على إدارة مشاريع القرص الحسن، أنه تم تمويل 2197 مشروعا في الفترة 2005 إلى غاية جوان 2009، بقيمة مالية قدرها 36 مليار سنتيم. وعدد مسؤول بنك البركة قطاعات الاستثمار من خلال القرض الحسن، مبرزا أن قطاع الخدمات يأتي في المرتبة الأولى ب335 مشروعا، ثم قطاع الانتاج، الفلاحة الأشغال العمومية والميكانيك والتجارة، فقطاع الإعلام الآلي ب150 مشروعا أي بنسبة 7.7 بالمائة وقدرة مالية قيمتها 26 مليار سنتيم. وأبرز مسؤول البنك في مداخلة قيمة، ضرورة تفعيل الدور الاجتماعي للزكاة بمؤساستها، واعتماد التمويل المصغر كإحدى آليات التنمية الاجتماعية وإدخال آليات انتقاء المشاريع الناجعة، وتفعيل اللجان القاعدية في تطبيق آليات المساءلة والمراقبة في انجاز المشاريع وتنظيم المستفيدين من هذه الأخيرة في شكل مجموعات. أما أستاذ الصيرفة الإسلامية، الدكتور محمد بوجلال فقد أبرز في محاضرته البعد الاجتماعي لصندوق الزكاة، موضحا بأن كل النظريات في العالم عجزت عن إعادة توزيع الثروة، وأن مؤسسة الزكاة هي السبيل الى تحقيق ذلك بشهادة الغرب، وأن أول مؤسسة للتكامل الاجتماعي في التاريخ هي مؤسسة الزكاة في الإسلام التي ستصير تجربتها في الجزائر- كما قال- مرجعا للغرب بعد عقدين أو ثلاثة.