علمت »صوت الأحرار« من مصادر مقربة من مجمع أوراسكوم بالجزائر، أن عملية تصفية الفرع الخاص بالإسمنت أوشكت على نهايتها وذلك في سياق القرار المتخذ من قبل مالك الشركة المصرية المتعلق بالانسحاب من السوق الجزائرية عقب النتائج السلبية المسجلة على المستوى الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة. قالت مصادر مقربة من إدارة مجمع أوراسكوم بالجزائر أن الفرع الخاص بالإسمنت في الجزائر سيتم التخلي عنه نهائيا وذلك بعد عملية البيع التي قام بها المجمع المصري لفائدة المجمع الفرنسي لافارج، وهي العملية التي صنفت من طرف السلطات العليا للبلاد بغير المبررة والتي دفعت من جهة أخرى الحكومة إلى إعادة النظر في قانون الاستثمارات بالجزائر، حيث كان مجمع أوراسكوم قد تنازل عن مصنعين للإسمنت لفائدة المجمع الفرنسي الأول بالمسلية والثاني بمعسكر. وفي هذا السياق ذكرت ذات المصادر أن عملية التصفية النهائية لعملية التنازل توجد في آخر مراحلها على اعتبار أن فرع الاسمنت لأوراسكوم سيكون أول من سيغادر الجزائر في إطار عملية الانسحاب التي كانت »صوت الأحرار« قد أشارت إليها في أعداد سابقة، جراء عدم رضا الحكومة على هذا المجمع، إلى جانب القرار المتخذ من قبل مالك المجمع المصري على خلفية النتائج الهزيلة المسجلة على المستوى الاقتصادي والتي التزم بها المجمع في إطار الاستثمارات التي باشرها بالجزائر. وإن كانت عملية البيع التي قام بها لفائدة المجمع الفرنسي لافارج لم تخرج عن سياق الامتعاض الذي أبدته الحكومة من هذا المتعامل الذي دخل السوق الجزائرية عبر بوابة الاستثمار في مجال الاتصال، فإن الوضع الذي ساد العلاقات بين الجزائر ومصر في المدة الأخيرة إلى جانب الظروف المالية الصعبة التي يمر بها المجمع المصري عبر مختلف فروعة المنتشرة في عدد من الدول دفعت إلى الإسراع في رحيل جزء منه من الجزائر في انتظار استكمال العملية على باقي الفروع. وقد فتح هذا الخبر شهية عديد المتعاملين عبر العالم من أجل شراء حقوق أوراسكوم بالجزائر رغم ما كان يبديه البعض من تحفظ حول الإجراءات الجديدة التي تضمنها قانون الاستثمار المعدل من طرف الحكومة العام الماضي، وفي سياق متصل ذكرت ذات المصادر أن مجمع أوراسكوم يفكر بجد في الانسحاب من الجزائر. وفي انتظار ما ستسفر عنه قرارات أصحاب المجمع المصري، فإن الفرنسي لافارج، يضع اللمسات الأخيرة لاستلام ما تركه المصريون في الوقت الذي قالت فيه نفس المصادر أن العمال المصريين في قطاع الإسمنت شرعوا في الرحيل نحو بلدهم منذ بضعة أسابيع واضعين بذلك حدا لنشاطهم بالجزائر.