استُقبل منتصف نهار أمس الدكتور الياس مرابط ، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، ومحمد يوسفي ، رئيس النقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية، من قبل مسؤول مديرية العلاقة مع المنظمات برئاسة الجمهورية، وأطلعاه على أرضية المطالب، والوضع العام بالقطاع، وقد أكدا بعد عودتهما إلى التجمع الوطني الذي أشرفا على تنظيمه أمام مقر رئاسة الجمهورية، أنهما تلقّيا وعدا بالنظر في أرضية المطالب المرفوعة، وحل الإشكالات المطروحة، وإشعارهما قريبا بالنتائج الملموسة لهذا اللقاء، وفي انتظار ذلك مثلما قالا يتواصل الإضراب المفتوح، الذي بلغ شهره الرابع عند نقابة مرابط، وشهره الثالث عند نقابة يوسفي. تجمّع أمس بداية من الساعة الحادية عشر صباحا الأطباء العامون، والأخصائيون، والصيادلة، وجراحو الأسنان أمام مقر رئاسة الجمهورية، وقد حضرت منهم أعداد غفيرة، كانت أقل بكثير عن الأعداد التي حضرت التجمعات الوطنية السابقة التي انتظمت داخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي في العاصمة ثلاث مرات، وأمام مقرّي وزارة الصحة بالمدنية، والوزارة الأولى بشارع الدكتور سعدان، وقد يعود هذا لبُعد المسافات التي تفصلهم عن العاصمة، أو لظهور التعب عليهم بعد كل هذه المدة التي ليست بالقصيرة، وهم في حالة غير مريحة من الضغوط الإدارية والنفسية. أعداد كبيرة من ممارسي الصحة العمومية المتجمعين، كانت من العنصر النسوي، وربما كانت الأغلبية، باعتبارهن الأغلبية في القطاع، ووفق ما عهدناه منهن، ومنهم في التجمعات الوطنية السابقة، فإنهم ظلوا على مدى حوالي ساعة يهتفون بقوة، مرددين العديد من الشعارات، نذكر منها: « يارئيس يا عزيز لصونطي أقونيز»، «أس أواس بوتفليقة ارواح تشوف الحقيقة»، «الطبيب ما ايمل ما يحمل الذلّ»، «براتيسيان أون كلير»، «وان ثو ثري أوفا لصونطي»، أطباء ممارسين ماراناش إرهابيين»، «أبا لا ريبريسيون»، وكانت قوات الشرطة تطوقهم بأعداد كبيرة، ولم تسمح لهم بالتقدم من شارع ثانوي نحو الساحة المحادية لمقر رئاسة الجمهورية، وحتى وإن كانت معهم هذه المرة أقل عنفا ودفعا من المرات السابقة، إلا أن عناصر محددة لم تسهل مهمة الصحافيين، ولجأت إلى دفع بعضهم وتعنيفهم بنفس الطريقة التي تُعامل بها المحتجين، ولم تسمح لهم بتخطي الحشد البشري الذي أُرغموا على الدخول فيه، ولحسن الحظ أن القيادات المتواجدة هناك تفهمت طبيعة العمل الصحفي، وأمرت بترك الصحافيين والصحفيات يتحركون بحرية من اجل أداء مهامهم الاعلامية. وبعد حوالي ساعة من جولة الهتاف، وترديد الشعارات بقوة، طُُلب من الدكتور الياس مرابط، والدكتور محمد يوسفي التوجه مع مرافقين صوب مقر رئاسة الجمهورية، وهناك مثلما قالا استقبلهما مسؤول مديرية العلاقة مع المنظمات بالرئاسة، واستغرقت مدة الاستقبال حوالي ساعة،جرت كلها في جو من الاحترام، حيث استمع لهم، واطلع على أرضية المطالب، التي كانوا أشعروا رئاسة الجمهورية بها في المراسلة، التي توجهوا بها منذ مدة إلى رئيس الجمهورية، وناشدوه فيها التدخل لإنصافهم. وعن هذا الاستقبال الذي هو خطوة إيجابية نحو الحل النهائي للأزمة القائمة بالقطاع بين ممارسي الصحة العمومية من جهة، والحكومة من جهة ثانية، قال مرابط ويوسفي أن مستقبلهم استمع إليهما وتعهد معهما بالتكفل بالأمر، وسيشعرون بالنتائج في أقرب وقت. ولأن الأمر حتى الآن في نظر ممارسي الصحة العمومية المضربين عن العمل ما زال في طور التعهد والالتزام، ولم يتجسد بشكل ملموس على أرض الميدان، فإنهما أعلنا مباشرة عقب عودتهما من هذه المقابلة عن تمسكهما بالاستمرار في الإضراب المفتوح، الجاري منذ أربعة أشهر عند نقابة مرابط ، وثلاثة أشهر عند نقابة يوسفي، ويدعم بمواصلة تنظيم التجمعات. وبعد أن ذكر الدكتور الياس مرابط باللقاء الذي جمعهما بعبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، وأمين عام حزب الأفلان، ودام ثلاث ساعات، وبهذا اللقاء، الذي يمثل لقاء رئيس الجمهورية والقاضي الأول في البلاد، دعا إلى التجنيد أكثر والإلتفاف حول المطالب المرفوعة، ذكّر الدكتور محمد يوسفي من جهته بأن الإضراب سيتواصل، مع ضمان الحد الأدنى من الخدمات الاستعجالية، ومثلما قال مرابط ، قال يوسفي أيضا: الكرة الآن عندهم، ومفتاح الأزمة بأيديهم، وسنعلن عن أي جديد في الندوة الصحفية التي سنعقدها يوم السبت المقبل، مثلما جرت العادة.