سعت اللجنة الفرعية المكلفة بإعداد نص المنطلقات الفكرية لحزب جبهة التحرير الوطني استعدادا للمؤتمر التاسع إلى تحديد مرجعيات الحزب وترسيخ الفكر الجبهوي انطلاقا من الثورة التحريرية، بما يمكن الحزب من الحفاظ على مرجعيته وتوريثه للأجيال القادمة والتأكيد على أن الأفلان متمسك بمرجعيته وهويته الوطنية. جاء إعداد مشروع لائحة المنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني للتأكيد على أنه يتميز عن باقي الأحزاب في الجزائر، حيث أن اللجنة الوطنية التي سهرت على إعداد مشروع اللائحة حرصت على تحديد وتثبيت مرجعيات الحزب والعمل على ترسيخ الفكر الجبهوي بدءا من ثورة التحرير وذلك بغية توريثه وإيصال الرسالة النوفمبرية إلى الأجيال القادمة. الأفلان أعد وثيقة جامعة لكل المرجعيات واللوائح التي ستعرض على المؤتمر، واشتملت الوثيقة على كافة الجوانب المتعلقة بالديمقراطية، العروبة، الإسلام، الهوية الوطنية ووحدة الشعب وغيرها من المبادئ والقيم التي يدافع عنها الحزب، كما أن فتح النقاش حول مرجعية الحزب يأتي حفاظا على الموروث الثوري والتأكيد كذلك على أنه متمسك بهويته الوطنية وهو ما يجعله متميز عن بقية التشكيلات السياسية. اللجنة الفرعية المكلفة بإعداد مشروع لائحة المنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية للحزب أكدت أن الأفلان يتفاعل اليوم مع كل مستجدات الواقع السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، كما أنه يميز بين الثوابت والمتغيرات ويتبنى كل مراحل تاريخه، إضافة إلى أنه يؤمن بالتواصل بين الأجيال ويحرص على التأصيل والتحديث في أفكاره ومسعاه، حيث أن السياسات التي يعمل الأفلان على تجسيدها مستمدة من مبادئ أول نوفمبر والتي ترتكز على السيادة الوطنية، النظام الجمهوري ومبادئ الديمقراطية المتعددة ووحدة الشعب، بالإضافة إلى حرصه على دعم الأركان الأساسية للديمقراطية والسيادة الشعبية مع حماية حقوق الإنسان والحريات الفردية وضمان وحماية حرية الرأي والتعبير. إن المقاربات الفكرية والسياسية للحزب في الميدان ترتكز على بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع خارج المحروقات ويقوم على المعرفة، كما أنه يراهن على تطوير الفلاحة للتقليل من التبعية الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي مع العمل على دعم القطاع العمومي عن طريق الاستثمار وإنتاج الثروة، ويسعى الحزب كذلك إلى تشجيع القطاع الخاص الوطني وتعزيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورفع كفاءاتها والاهتمام بكل مجالات الحياة التي تهم المواطن. ويأتي تحقيق الأهداف التي تضمنها بيان أول نوفمبر والوفاء للرسالة النوفمبرية بإرساء دعائم دولة القانون في المقدمة، حيث يؤكد الأفلان على ضرورة احترام رموز الثورة وأرواح الشهداء وذويهم والمجاهدين مع العمل على تأسيس مدرسة وطنية لكتابة التاريخ وتعبئة الجهود للمحافظة على الذاكرة التاريخية للجزائر. وفيما يتعلق بأولويات المرحلة المقبلة، فإن المؤتمر التاسع يشدد على دعم مؤهلات القوة التي يمتلكها الحزب وتثمين ما يتوفر عليه من إطارات وأفكار وممارسة سياسية ونضالية، حيث يعمل الحزب على محاربة الفساد والرشوة والمحسوبية ونهب المال العام وتطهير المجتمع من العشائرية واستبدالها بروح الوطنية، ويبقى أن الأفلان متمسك بمرجعيته المتفردة والمتميزة ويؤكد عزم مناضليه على مواصلة دعم ركائز الدولة.