عقدت لجنة المرجعية السياسية والمنطلقات الفكرية نهاية الأسبوع الجاري اجتماعا برئاسة عضو أمانة الهيئة التنفيذية للأفلان عبد الكريم عبادة الذي قدم تصورا لأفكار الحزب ومساره وهويته، إضافة إلى مرجعيته السياسية مع رصد المعالم الكبرى للحزب، مؤكدا أن الأفلان مطالب اليوم بالعمل على مراجعة أيديولوجيته وفقا للمعطيات الجديدة. أشار عبد الكريم عبادة خلال الاجتماع الأخير للجنة المرجعية السياسية والمنطلقات الفكرية أن منظومة أفكار حزب جبهة التحرير الوطني لم تكن متحجرة ولا صيغ جوفاء أو شعارات تتغير حسب الأهواء والظروف، مؤكدا أنها حوصلة لجهد أيديولوجي يتطور باستمرار، مضيفا أن الأفلان يستمد مرجعيته الفكرية من المبادئ والأهداف المتضمنة في البيان التاريخي لثورة نوفمبر الذي وقع شهادة ميلاد جبهة التحرير الوطني بجناحيها السياسي والعسكري. وأوضح عبادة أن الأفلان لا يحتكر هذه المرجعية ولا يحرم غيره من الفعاليات السياسية من الانتساب إليها واختيار طريقها الخاص لتحقيق أهدافها، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الأفلان يضع منظومة أفكاره وتجربته ضمن مسار الواقع الجديد للمجتمع الجزائري والمحيط الإقليمي الدولي، كما أكد أن الديمقراطية في مفهوم الأفلان خيار لا رجعة فيه وهي في الأساس ثقافة مستمدة من خصائص كل مجتمع وتجربته التاريخية، وليست عبارة عن عمليات آلية أو منتوج جاهز للتصدير، مؤكدا أن الحزب بحاجة اليوم إلى تحديد مرجعيته وإبراز هويته وقيمه الأساسية من خلال الرجوع إلى النصوص الأساسية للحزب، وأشار إلى أنه سيتم الخروج بوثيقة تجمع قيم وثوابت ومرجعية الحزب انطلاقا من بيان أول نوفمبر الذي يشكل المرجعية الأساسية لحزب جبهة التحرير الوطني. وكانت لأعضاء اللجنة مساهمات فكرية لإثراء النقاش، حيث أجمعوا على أن بيان أول نوفمبر يشكل الإطار المرجعي لكل أدبيات ومواثيق جبهة التحرير الوطني في كل مراحلها، بدءا من اجتماع الصومام إلى باقي المؤتمرات، مع التأكيد أن مضمون بيان أول نوفمبر تضمن أيديولوجية حزب الشعب وأدبيات الحركة الوطنية. وفي نفس السياق، أوضح إطارات الأفلان أن الثوابت التي يرتكز عليها الأفلان منصوص عليها في الدستور، إلا أن المرجعيات هي ما تم اكتسابها من بيان أول نوفمبر، في الوقت الذي تقول بعض الأحزاب أن لديها نفس الثوابت، إلا أن الفرق يكمن في قراءة واستخراج الثوابت وإعطاء توضيح أكثر تمييزا عن الأحزاب الأخرى، مؤكدين أنه بعد تحديد هذه الثوابت يجب تطبيقها على البرامج وما سيواجهه الأفلان في المستقبل مع تحديد المنطقات والتصورات وإبراز المنجزات التي تحققت. وتقدم أحد إطارات الأفلان بطرح موضوعي يتعلق بالأيديولوجية، حيث أكد أن كافة الأحزاب لديها أيديولوجية ويمكن للأفلان أن يضع أيديولوجية خاصة به تؤثر في الواقع، مشيرا إلى وجود منافسات في الأفكار وأنه في حال وجود مشاكل في القمة لا تهتز القاعدة إلا إذا كان هناك تحريك، وعليه فمن واجب الأفلان في الوقت الحالي أن يقدم البديل الذي يلقى قبولا وصدى لدى الشعب الجزائري. وتواصل لجنة المنطلقات الفكرية أشغالها في شكل جلسات وأفواج عمل بغية إعداد وثيقة تحدد هوية الأفلان وتكون بمثابة بطاقة التعريف، على أن تناقش هذه الوثيقة وتصادق عليها أمانة الحزب ليتم طرحها أمام المجلس الوطني والمؤتمر التاسع المقرر أن يعقد مطلع العام المقبل. ومن جملة النقاط التي تمت مناقشتها، فقد تناول المجتمعون عديد القضايا ذات الصلة بالأسس والمبادئ التي يستند إليها الأفلان، مع التأكيد على القيم والمبادئ التي تحكم توجهاته، من حيث الحرص على حماية وتعزيز الحريات الأساسية وحقوق الإنسان والمواطن، وكذا تمسك الحزب بالثوابت الوطنية وقيم الجمهورية ودولة الحق والقانون.