أكد عبد الكريم عبادة عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني أن إعداد لائحة المنطلقات الفكرية للأفلان تهدف إلى تحديد مرجعيات الحزب وترسيخ الفكر الجبهوي انطلاقا من الثورة التحريرية، مشيرا إلى أن الحزب يعمل على الحفاظ على مرجعيته وتوريثه للأجيال القادمة والتأكيد على أن الأفلان متمسك بمرجعيته وهويته الوطنية. أوضح القيادي الأفلاني مسؤول التكوين السياسي بالحزب، أن إعداد مشروع لائحة المنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني جاء للتأكيد على أنه يتميز عن باقي الأحزاب في الجزائر، مشددا على أن اللجنة الوطنية التي سهرت على إعداد مشروع اللائحة حرصت على تحديد وتثبيت مرجعيات الحزب والعمل على ترسيخ الفكر الجبهوي بدءا من ثورة التحرير وذلك بغية توريثه وإيصال الرسالة النوفمبرية إلى الأجيال القادمة. وأشار عبادة إلى أن الأفلان أعد وثيقة جامعة لكافة لكل المرجعيات واللوائح التي ستعرض على المؤتمر، مضيفا بأن الوثيقة المشروع شمل كافة الجوانب المتعلقة بالديمقراطية، العروبة، الإسلام، الهوية الوطنية ووحدة الشعب وغيرها من المبادئ والقيم التي يدافع عنها الحزب، مؤكدا أن فتح النقاش حول مرجعية الحزب يأتي حفاظا على الموروث الثوري والتأكيد كذلك على أن أنه متمسك بهويته الوطنية وهو ما يجعله متميز عن بقية التشكيلات السياسية. وفي ذات السياق، قال رئيس اللجنة الفرعية المكلفة بإعداد مشروع لائحة المنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية للحزب أن هذا الأخير يتفاعل اليوم مع كل مستجدات الواقع السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، كما أنه يميز بين الثوابت والمتغيرات ويتبنى كل مراحل تاريخه، إضافة إلى أنه يؤمن بالتواصل بين الأجيال ويحرص على التأصيل والتحديث في أفكاره ومسعاه، حيث أكد عبادة على أن السياسات التي يعمل الأفلان على تجسيدها مستمدة من مبادئ أول نوفمبر والتي ترتكز على السيادة الوطنية، النظام الجمهوري ومبادئ الديمقراطية المتعددة ووحدة الشعب، بالإضافة إلى حرصه على دعم الأركان الأساسية للديمقراطية والسيادة الشعبية مع حماية حقوق الإنسان والحريات الفردية وضمان وحماية حرية الرأي والتعبير. واعتبر القيادي الأفلاني أن المقاربات الفكرية والسياسية للحزب في الميدان ترتكز على بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع خارج المحروقات ويقوم على المعرفة، كما أنه يراهن على تطوير الفلاحة للتقليل من التبعية الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي مع العمل على دعم القطاع العمومي عن طريق الاستثمار وإنتاج الثروة، مضيفا بأن الأفلان يسعى إلى تشجيع القطاع الخاص الوطني وتعزيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورفع كفاءاتها. أما فيما يتعلق بالشق الاجتماعي، أوضح ذات المسؤول على أن المؤتمر التاسع للحزب يؤكد على العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني باعتبارهما مطالب أساسية في مشروع الحزب الاجتماعي مع اعتماد خيار اقتصاد السوق الاجتماعي وحماية الملكية العمومية والخاصة، حيث يتمسك الأفلان بديمقراطية ومجانية التعليم التي لا تتناقض مع مطلب جودة التعليم، مجددا موقفه الثابت بخصوص صون اللغة العربية وتعميم استعمالها واعتمادها لغة التدريس في كل الأطوار وترقية الأمازيغية لغة وتراثا مع الانفتاح على كل اللغات. وأكد عبادة على ضرورة تحقيق الأهداف التي تضمنها بيان أول نوفمبر والوفاء للرسالة النوفمبرية بإرساء دعائم دولة القانون، مشيرا إلى دعم المصالحة الوطنية لبلوغ غاياتها في توطيد السلم والأمن مع مواصلة مكافحة ظاهرة الإرهاب، مشددا على احترام رموز الثورة وأرواح الشهداء وذويهم والمجاهدين مع العمل على تأسيس مدرسة وطنية لكتابة التاريخ وتعبئة الجهود للمحافظة على الذاكرة التاريخية للجزائر. ومن جهة أخرى، وفيما يتعلق بأولويات المرحلة المقبلة، أكد عبادة أن المؤتمر يشدد على دعم مؤهلات القوة التي يمتلكها الحزب وتثمين ما يتوفر عليه من إطارات وأفكار وممارسة سياسية ونضالية، حيث يعمل الحزب على محاربة الفساد والرشوة والمحسوبية ونهب المال العام وتطهير المجتمع من العشائرية واستبدالها بروح الوطنية، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الأفلان متمسك بمرجعيته المتفردة والمتميزة ويؤكد عزم مناضليه على مواصلة دعم ركائز الدولة.