تتحوّل مدينة وهران ابتداء من ظهيرة اليوم وعلى مدار أربعة أيام إلى أكبر عاصمة للغاز في العالم بمناسبة احتضانها الندوة الدولية السادسة عشر حول الغاز الطبيعي »جي أن أل 16« وكذا الاجتماع العاشر لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، ويتزامن الحدثان مع مساعي الجزائر الحثيثة لتجاوز أزمة تراجع أسعار هذه المادة في الأسواق العالمية، كما أنها اتخذت إجراءات استثنائية لضمان وصول أكبر عدد من المشاركين بسبب تداعيات الرماد البركاني الذي يجتاح أوروبا. وتزامنا مع هذا الحدث الكبير أكد رئيس الهيئة المنظمة للندوة الدولية السادسة عشر للغاز الطبيعي المميع فغولي عبد الحفيظ في تصريح صحفي أمس بوهران، وصول نصف المشاركين، وترك الرئيس المدير العام لشركة »سوناطراك« الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات بخصوص موعد انطلاق الندوة المحدّد بعد ظُهر اليوم على خلفية استمرار تعليق الرحلات الجوية على مستوى المطارات الأوروبية بسبب سحاب الرماد البركاني الذي يجتاح الأجواء. وعلى الرغم من أن ذات المسؤول نفى اتخاذ أي قرار بشأن تأجيل جديد لافتتاح الندوة، فإنه استدرك ردّا على سؤال في هذا الخصوص بالقول: »سيتأكد هذا الأمر خلال الساعات القليلة المقبلة«، ثم تابع موضحا أن هناك مؤشرات توحي بإعادة فتح المطارات الأوروبية المُتضررة من هذه الظاهرة الجوية في الساعات المقبلة، حيث استدلّ بآخر التقارير التي أصدرتها الهيئات الأوروبية المُتخصصة. والسياق ذاته أشار عبد الحفيظ فغولي إلى أن اللجنة المنظمة باشرت في اتخاذ مجموعة من التدابير الاستثنائية من أجل ضمان نقل أكبر عدد ممكن من المشاركين القادمين من أوروبا إلى جانب تنصيب لجنة خاصة بإعادة تكييف برنامج هذه التظاهرة وفق تداعيات تأخر وصول الوفود الأجنبية، وبدا متفائلا بانعقاد المنتدى العاشر لوزراء البلدان المصدرة للغاز بوهران في موعده المُحدّد عندما أورد بأنه باستطاعة الوزراء التنقل عبر طائرات صغيرة وأخذ مسارات جوية مناسبة للملاحة الجوية. وغير بعيد عن هذه التطورات فإن الندوة الدولية السادسة عشر حول الغاز الطبيعي »جي أن أل 16« والدورة العاشرة لمنتدى الدول المصدرة للغاز تنعقد بالجزائر في سياق يُميزه انهيار قوي لأسعار الغاز الطبيعي المُميع في السوق الدولية منتقلة من 12 دولارا إلى 4 دولارات لمليون وحدة حرارية بسبب الفائض غير المسبوق في العرض العالمي من هذه الطاقة حسب تأكيد عدد من الخبراء الذين جاؤوا لحضور أشغال هذه الندوة. ويتراوح سعر التنازل عن الغاز الطبيعي المميع الذي كان من المُقرر أن يُمثل 1 على 7 من سعر برميل الخام أي ما يعادل 12 دولارا حاليا، ما بين 4 إلى 5 دولارات فقط في السوق الآنية المتضررة من إنتاج مفرط وغير متوقع للولايات المتحدةالأمريكية، وبغرض تحديد سعر عادل للغاز قال وزير الطاقة والمناجم إن الجزائر تقترح تقسيم سعر برميل النفط الذي يبلغ حاليا 80 دولارا على ستة قصد »الحصول على 13 إلى 14 دولارا لمليون وحدة حرارية وهو سعر عادل«، وأشار خليل إلى أن »الغاز نظيف وهو جد مطلوب لإنتاج الطاقة ولذا ينبغي مراجعة سعره«. وشهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تُعتبر مُستوردا هاما للغاز الطبيعي المميع، ارتفاعا هاما في إنتاجها الغازي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة إلى درجة أنها أزاحت روسيا خلال 2009 من موقعها أول منتج عالمي للغاز، وتمكن المستورد العالمي الأول للغاز الطبيعي المميع من خلال أدائه المُحقق بفضل استعمال تقنيات جديدة لاستخراج غازات النضيد المسماة أيضا ب »الغازات غير التقليدية« من تحقيق اكتفاءها الذاتي والمساهمة في ضمان فائض هام من الغاز خلال السنوات المقبلة. وعلى إثر ذلك أدى هذا الفائض من العرض وكذا الطلب الضعيف الناجم عن الأزمة الاقتصادية إلى انخفاض حاد للأسعار في السوق الأمريكية بنحو 9 دولارات لمليون وحدة حرارية في المتوسط خلال 2008 لحد بلوغه أقل من 3 دولارات لمليون وحدة حرارية مع بداية سبتمبر 2009 وفقا للأرقام التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة التي توقعت في تقريرها للعام المنقضي حول سوق الغاز أن تنتقل حصة »الغاز غير التقليدي« في الإنتاج الغازي الإجمالي للولايات المتحدةالأمريكية من 50 بالمائة في 2008 إلى حوالي 60 بالمائة في العام 2030.