تتجه أنظار الجمهور الرياضي وعشاق الكرة المستديرة في الجزائر صبيحة اليوم إلى الملعب الملحق بالمركب الرياضي محمد بوضياف بالعاصمة الذي يعرف أول ظهور لفريق »صوت الأحرار« بقيادة الحارس المُحنك نجيب بلحيمر والمدرب عبد الحق ربيع الملقب ب »مورينيو الجزائر« في منافسة الدور ثمن النهائي من كأس الصحافة الوطنية موسم 2010، فبعد إعفائهم من خوض مباريات الدور الأول فإن »الثعالب الحُمر« أمام مأمورية سهلة نسبيا من أجل كسب تأشيرة المرور إلى ربع النهائي خاصة وأن كافة العناصر خاضت تحضيرا استثنائيا طيلة الأسابيع الثلاثة الأخيرة بعد قرار الإدارة توفير كافة الإمكانيات لإجراء التربص في أحسن الظروف. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لم تتسرب معلومات كثيرة عن المعسكر التحضيري الذي خاضه رفقاء اللاعب المتألق محمد سعيدي باستثناء التصريحات النارية التي أطلقها المدرب ربيع عبر صفحات يوميتي »ماركا« الإسبانية وكذا »لاغازيتا ديو سبور« الإيطالية، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية بكثير من الاهتمام في الأيام الأخيرة على اعتبار تأكيده رغبة الفريق في الذهاب بعيدا في هذه المنافسة »نحن جاهزون وقد أعددت كافة الخطط التكتيكية التي تسمح لنا بقهر أعتى الفرق، كما أن لدينا العديد من العناصر التي يمكن أن تصنع الفارق خلال مواجهات هذه الدورة الكروية«. وعن اللاعبين الذين يراهن عليهم المدرب القدير عبد الحق ربيع في مواجهة اليوم، تابع مؤكدا »لدي الكثير من الخيارات خاصة الورقة الهجومية التي تعتمد أساسا على الاندفاع البدني للمهاجم المتألق توفيق حيمون، خاصة وأن هذا اللاعب لديه الخبرة الكفيلة بالإطاحة بكافة مدافعي الفريق الخصم، دون أن أنسى فنيات متوسط الميدان سعيدي الذي أبهرنا في دورة العام الماضي التي كان بكل المقاييس اكتشافا لها بمراوغاته وتسديداته القوية«، مشيرا إلى تألق هذا الأخير في آخر مواجهة ب »مخيمات المنفيين« بتندوف عندما أطاح باللاعب السابق لنادي فالنسيا الإسباني »خوسيه غواردويلا«. ولكن هناك معطيات جديدة قد تخلط أوراق هذا المدرب ربيع خاصة أمام تأكد غياب العنصر النشيط عز الدين مخلوفي الذي استدعي لمهام رسمية تبعده لثلاثة أسابيع، وهناك احتمالات عدم إشراك أمين بن عامر بسبب انتقاده خيارات الطاقم الفني ووصل الأمر به إلى حد كشف غسيل الفريق عندما صرح لليومية الرياضية »ليكيب« الفرنسية بأن بحوزته الكثير من المعلومات سيفجرها في الوقت المناسب، وبالمقابل فإن »مورنيو« الجزائر تفادى الخوض في هذا التفصيل وقال بدوره إن الكلام النهائي سيكون بعد الثالث ماي المقبل. ومن جانبه فإن عبد الغني نايت شعبان المناجير العام لفريق »الثعالب الحمر«، أكد في تصريحات متطابقة أن تحفيزات مغرية في انتظار اللاعبين في حال التأهل إلى الدور المقبل، وكشف في هذا السياق عن قرار يقضي بتوفير قارورات »لالا خديجة« على أرضية الملعب من أجل تمكين عناصر الفريق من استرجاع الأنفاس طيلة أطوار اللقاء، محمّلا المدرب في نهاية المطاف مسؤولية أي إخفاق، وقد ترك الانطباع بأنه لن يتساهل مع أية مفاجآت غير سارة قد تزيح الثعالب من سباق الكأس، حيث قال في هذا الشأن »وفرنا كافة الإمكانيات للطاقم الفني لأن المدرب يتقاضى راتبا خياليا لم يكن يحلم به ونحن ننتظر منه إثبات قدراته على توجيه اللاعبين واستغلال الإمكانيات المتوفرة«. وبحسب نايت شعبان دائما فإن الإدارة صرفت أموالا طائلة في انتداب اللاعبين عل غرار الحارس الكبير نجيب بلحيمر الذي وقّع للفريق مقابل 30 مليار سنتيم قادما من أولمبيك مرسيليا، مثلما هو الشأن بالنسبة للمهاجم أمين حران الذي استقدم هو الآخر من فريق اتحاد الإذاعات بحوالي 20 مليار سنيتم، دون أن ينسى أبناء الفريق مثل أمين بن عامر صاحب السرعة الخارقة والقفزات البهلوانية وكذا قلب الدفاع الفرطاس بوبكر أكسوح، مع الاعتماد أكثر على رزانة متوسط الميدان فريد بعيط الذي تأكدت مشاركته بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الميادين لفترة طويلة. وموازاة مع ذلك فإنه قبل يوم واحد من مواجهة »الثعالب الحمر« مع فريق »لوتون دالجيري« فإن كافة العناصر أبدت جاهزيتها لتكون في مستوى الثقة التي وضعت فيها من طرف المدرب والإدارة على السواء، فهذا العائد عزيز طواهر يعتبر نفسه الأجدر بقيادة الفريق بقوله: »خبرتني وسمعتني تجاوزت حدود الكرة المستديرة، ولا احد في صوت الأحرار يمكنه إنكار ذلك«، ولكن للاعب توفيق حيمون رأي آخر »لقد سبق وان قدت الفريق العام الماضي وبالتالي منصب القائد لا نقاش فيه«، مضيفا »ساهمت في شراء الصبابط لكثير من اللاعبين وأنا مستعد لخوض حرب في سبيل الحفاظ على الشارة«.