ستكون أنظار الجمهور العاصمي والجزائري عامة ظهر اليوم مشدودة الى ملعب ''أول نوفمبر'' بتيزي وزو، الذي سيحتضن قمة مباريات الدور ال 16 من كأس الجمهورية والتي ستجمع بين شباب بلوزداد ومولودية الجزائر في لقاء واعد ومثير إنتظره متتبعو الكرة الجزائرية بشغف كبير بالنظر إلى قوة الفريقين وتاريخ المواجهات بينهما التي كانت تتم دائما بالعروض الشيقة والإثارة سواء فوق الميدان أو في المدرجات. مباراة الذهاب لازالت في الأذهان وسيدخل الفريقان هذه الأمسية على وقع نتيجة مبارة الذهاب، التي عرفت فوز المولودية على الشباب ب ''ملعب 20 أوت'' في سابقة هي الأولى من نوعها منذ قرابة 28 سنة، وهو ما سيضفي على لقاء اليوم ميزة أخرى بغض النظر عن طابعه المحلي وميزة لقاءات الكأس التي تختلف عن مباريات البطولة، حيث سيحاول كل طرف فرض منطقه وتحقيق التأهل للبقاء في السباق نحو التتويج بالكأس، اللذان يعدان من أكثر الفرق تتويجا بها إلى جانب وفاق سطيف وإتحاد العاصمة. المولودية تريد تأكيد فوزها ب ''20 أوت'' وسيدخل أشبال المدرب الفرنسي ألان ميشال موعد اليوم في وضعية نفسية أفضل مقارنة بالخصم، بإعتبار أن زملاء باجي قد أطاحو بالشباب في عقر داره خلال مباراة الذهاب من البطولة الوطنية، وهو ما سيكسبهم الثقة بقدرتهم عكس الشباب، الذي سيلعب بتخوف وحذر شديدين لتفادي هزيمة أخرى ستضع حدا لمشواره في الكأس، كما أن مباراة اليوم ستكون فرصة للعميد لتأكيد تفوقه على الشباب في السنوات الأخيرة ونتيجة مباراة الذهاب، وهو ما يدركه تماما أشبال ألان ميشال، الذي حضر فريقه طيلة الأسبوع وحذر لاعبيه من الدخول في الغرور أو استصغار المنافس خاصة بعدما تأهل بسهولة تامة الى هذا الدور بعدما سحق فريق عين الذهب بتسعة أهداف كاملة دون رد. ..وتملك الأفضلية في لقاءات الكأس ويعد لقاء اليوم، الخامس من نوعه في تاريخ مواجهات الفريقين، اللذان سبق لهما وأن إلتقيا في أربع مناسبات في الكأس، غير أن الأفضلية تبقى للمولودية التي أقصت الشباب في ثلاثة مناسبات قبل أن تسقط في اللقاء الرابع. وقد كانت أول مواجهة بين الفريقين سنة ,1972 حيث تمكنت المولودية من ايقاف سيطرة بلوزداد على عقد الستينيات بجيلها الذهبي الذي كان يقوده لالماس، وكان ذلك في الدور ربع النهائي، بعد أن تفوق رفاق زينر بثلاثية سجلها كل من طاهير، باشطا وبطروني مقابل هدف وحيد للشباب من امضاء عاشور، وهو الفوز الذي كان بمثابة الانطلاقة لجيل جديد للمولودية سيطر على الكرة لعشرية كاملة. والتقى الفريقان من جديد سنة 1979 ب ''معلب 5 جويلية'' في الدور ثمن النهائي، وعاد الفوز مرة أخرى للمولودية التي تفوقت في سلسلة ضربات الترجيح بعدما انتهى اللقاء بالتعادل هدف في كل شبكة، يتكرر السيناريو نفسه سنة ,1983 عندما عاد التأهل مرة أخرى للعميد بفضل بويش، الذي أمضى الفوز رغم الاصابة التي كان يعاني منها. أما المناسبة الوحيدة التي تفوق فيها الشباب على المولودية في الكأس، فقد كانت سنة 1988 في الدور ربع النهائي، في مقابلة جرت ليلا، وعرفت فوز الشباب بفضل هدفي نڤازي وكابران، ليتأهل الفريق الى الدور النهائي، الذي خسره أمام اتحاد العاصمة بضربات الترجيح. الشباب يريد الثأر وفك عقدة المولودية من جهتهم، سيدخل اشبال المدرب محمد حنكوش موعد اليوم باندفاع كبير ومعنويات مرتفعة، من أجل رد الاعتبار لأنفسهم ولأنصارهم، الذين لن يرضوا بتعثر جديد أمام المنافس الذي أصبح شبحهم الأسود في السنوات الأخيرة وجسد سيطرته بفوزه ب ''ملعب 20 أوت'' في لقاء الذهاب، وهذا ما يريد زملاء الحارس الدولي أوسرير أن يضعوا حدا له، حيث أن آخر فوز للشباب على المولودية يعود الى سنة ,2006 بقيادة المدرب بلعياشي وبفضل هدف عمرون، ومنذ ذلك الحين لم يستطع الفريق أن يحقق أي نتيجة ايجابية رغم تعاقب المدربين واللاعبين. ويهدف البلوز داديون الى ضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة وضع حد لسيطرة المولودية والثأر منها، ومن جهة أخرى فك عقدة المباريات المحلية، التي أصبحت هاجسا حقيقيا بالنسبة للفريق الذي لم يفز بأي داربي هذا الموسم. جمهور غفير منتظر والروح الرياضية مطلوبة وبالنظر الى المعطيات المتوفرة وتاريخ المواجهات بين الفريقين، فإنه من المنتظر أن يشهد ملعب''أول نوفمبر'' هذه الأمسية توافد جمهور غفير من أنصار الفريقين، لن تتسع له المدرجات من دون شك، وهو ما سيضفي على اللقاء حماسا اضافيا، ويجعل الفرجة مضمونة غير أن المطلوب من كل المناصرين هو التحلي بالروح الرياضية لأن الأمر يتعلق بمباراة في كرة القدم بين فريقين جارين، كما أن الرياضة نبل وأخلاق وفرصة للتعارف وانشاء الصداقات. ------------------------------------------------------------------------