تتجه أنظار الجمهور الرياضي في الوطن العربي بصفة خاصة والعالم بصفة عامة مساء اليوم إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي يحتضن فعاليات المباراة التي تجمع الفريقين الشقيقين الجزائري والمصري في إطار الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا .2010عشاق الكرة المستديرة والذين يتمتعون بروح رياضية عالية يأملون في أن تجرى هذه المقابلة في روح رياضية عالية جدا في الميدان وعلى المدرجات، حتى تكون هذه المقابلة بالفعل عرسا عربيا، المهم الفرجة والفرحة، أما النتيجة فالفريق الأحسن هو الذي سيفوز بل الفائز الأكبر هي الرياضة العربية. والحقيقة، أن كل المعلومات المتوفرة إلى حد كتابة هذه السطور تقول أن المباراة ستكون ناجحة مائة بالمائة، والمعنيون بتنظيم هذا العرس الرياضي العربي بذلوا مجهودات جبارة ليتم في ظروف جيدة، بداية من توفير الاستقبال الحسن للفريق المصري الذي حل ببلادنا مساء يوم الجمعة الماضي،وكانت تصريحات المدرب حسن شحاتة وكذا رئيس الوفد حازم الهواري في المستوى المطلوب وتدل على أن الرجلين يشعران جيدا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهما في مثل هذه اللقاءات الرياضية، التي يكون فيها التنافس مشروعا حتى يستمتع الجمهور الرياضي في البلدين الشقيقين باللقطات الرياضية الفنية والأهداف الجميلة وهذا هو المطلوب من اللاعبين الجزائريين والمصريين، لضمان الفرجة والترويح على النفس، وليس هذا بصعب المنال إذا تحلى اللاعبون والجمهور بالروح الرياضية العالية بعيدا عن الشوفينية والتعصب. صحيح أنه لا يوجد أجمل وأحلى من الانتصار لأي فريق، لكن يجب أن يكون هذا الانتصار ثمرة لعب وفنيات وقوة بدنية في المستوى المطلوب، تتوج بتسجيل أهداف تزرع الابتسامة على الشفاه وتنعش الجمهور، هذا الأخير مطالب بأن يكون رياضيا بأتم معنى الكلمة، يصفق للمنتصر ويحيي المنهزم،، نقول مثل هذا الكلام، لأن مقابلة الجزائر مصر، أسالت حبرا غزيرا منذ أن أوقعت القرعة الفريقين في نفس المجموعة، ونقولها بصراحة أن بعض المحسوبين على الرياضة ليس في الجزائر ومصر فحسب بل في الوطن العربي ككل، لم يكفوا عن التعاليق، والبحث عن العناوين المثيرة في الصحافة وحتى في المقاهي والشوارع، كل ذلك من أجل تسخين »البندير« وخلق عناد ومشاحنة زائدة عن اللزوم، وشحن الجماهير الرياضية والعوام من الناس لمطالبة فريقهم بالفوز مهما كان الثمن، وهي »استراتيجية« خاطئة من الأساس، لأن نتيجة المقابلة وأي مقابلة رياضية يحددها اللاعبون في الميدان بقوتهم البدنية ومهاراتهم الفنية التي اكتسبوها منذ الصغر وتطبيق الخطة التي رسمها لهم المدرب وتحويلها إلى انتصار رياضي باهر ينال إعجاب كل محبي الرياضة بصفة عامة وعشاق كرة القدم بصفة خاصة. وعليه نقول أنه من حق الجمهور أن يشجع فريقه ومن حقه أن يتغنى بأمجاد فريقه، ويفرح ويمرح ويرقص في المدرجات ويرفع الرايات ويتفاخر بلاعبيه، لكن ليس من حقه أبدا أن يسب أو يشتم أو يرمي قارورات الماء إلى الميدان، فمثل هذه التصرفات ستجلب العقوبات لفريقه، كما أن هذا الجمهور ليس من حقه أن يكلف فريقه ما لا يطاق، فكرة القدم اليوم التي تراقبها »الفيفا« مراقبة دقيقة وصارمة أصبحت فنا قائما بذاته وليس عنفا ولغطا وسبا وشتما وتكسيرا وتحطيما للممتلكات العامة والخاصة... فهذا التصرف لايمت في الحقيقة بأية صلة لا للرياضة ولا للحس المدني الذي يسعى الخيّرون في الوطن العربي إلى ترسيخه في نفوس الناس القاطنين في هذه الرقعة المترامية الأطراف من المحيط إلى الخليج، وحتى تسهل علينا المهمة ليس عيبا أن نقلد من سبقونا في هذا الميدان، والذين أصبحنا نضرب بهم الأمثال في اللعب وفي الروح الرياضية والتنافس الشريف. نأمل أن تسود مقابلة الجزائر/ مصر الروح الرياضية العالية، وأن يمتعنا اللاعبون بفنيات كروية تبقى راسخة في أذهاننا والذي سيلعب جيدا ويملك النفس الطويل هو الذي سيفوز، نتمنى أن يشرفنا في النهائيات، بجنوب افريقيا ويحقق انتصارات باهرة