يؤكد القيادي في الأفلان عضو المكتب السياسي والمكلف بأمانة التنظيم والهياكل في حديث خص به »صوت الأحرار« أن قيادة الحزب المنبثقة عن المؤتمر التاسع سطرت برنامجا تنظيميا يهدف إلى محو آثار مخلفات الأزمة الداخلية التي عاشها الأفلان، بداية بالحملة التحسيسية التي سيقوم بها قياديون في الأفلان لتفعيل نتائج وقرارات المؤتمر، وصولا إلى انتخاب مكاتب القسمات والمحافظات في إطار عملية تجديد هياكل الحزب التي سيشرع فيها جوان المقبل. *كلّفتم في القيادة الجديدة للأفلان بأمانة التنظيم والهياكل، ما هي إستراتيجيتكم لإعادة تنشيط وبعث هذا القطاع الذي لا تخلو مهامه من التعقيد خاصة في المواعيد السياسية؟ ج1: بقدر ما يعرف القطاع من تعقيدات كونه يتعلق بتسيير البشر من حيث هم مناضلين في نظام تعددي انفتاحي تتعدد فيه الإغراءات والترغيبات حيث يصعب ضبطهم في نظام معين، إلا أن سمعة حزب جبهة التحرير الوطني لدى المواطن الجزائري وتشبثه بالانتماء إليه يسهل عملنا بخاصة، ومن خلال النصوص الصادرة عن المؤتمر التاسع والدورة الأخيرة للجنة المركزية، وتوجيهات الأمين العام للحزب قد سطرنا برنامجا تنظيميا يهدف إلى محو آثار مخلفات الأزمة الداخلية التي عاشها الحزب . بدأناه بمباركة الأمين العام وكل أعضاء المكتب السياسي بلقاءات أولية على مستوى المحافظات تضم أعضاء هياكل الحزب ومنتخبيه محليا، يشرف عليها أعضاء من اللجنة المركزية التي أردناها أن تكون لقاءات تبليغية إشعارية من جهة ومن جهة أخرى استكشافية لخصوصيات ومميزات كل محافظة، بل كل قسمة يحملها إلى القطاع التقارير التي سيعدها المشرفون بهذه المواصفات وبغيرها بما يفيد في إنجاح العملية المقبلة. نولي هذا بخطوة أخرى تتمثل في الشروع في انتخاب مكاتب القسمات الجاهزة وتهيئة غير الجاهزة منها بما يوفق بين مناضلي كل جمعية عامة، بشفافية يكون تحكم أحكام القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب سيد الموقف فيها، والعامل المفصلي في الإقدام عليها. يتم ذلك بتأطير أعضاء اللجنة المركزية الذين سيحرصون كل الحرص على نزاهة العملية الانتخابية التي تمارس عن طريق الصندوق وبالعمل السري أساسا وعن طريق التزكية إذا ما تساوى عدد المترشحين عدد المناصب التي يراد شغلها . تتبع هذه العملية وبإشراف من أعضاء القيادة المركزية للحزب أيضا بمرحلة انتخاب مكاتب المحافظات التي ستعرف هي الأخرى دراسة دقيقة ورعاية فائقة بما يمكّنها من تحقيق النجاح المرغوب فيه من طرف المناضلين المحترم للضوابط القانونية الحزبية ليتوج هذا العمل بتعيين المحافظين من طرف الأمين العام للحزب من بين أعضاء مكاتب المحافظات وفق الشروط والأسس التي تمكن للحزب من الرقي والازدهار في إقليم كل محافظة. وأشير أن هذه العمليات وبنفس الوتيرة وبذات الترتيبات والتدابير تتم مع هياكل مناضلي الحزب في المهجر وفي نفس الزمن أيضا، وقد تم تعيين من يقوم بذلك في المناطق الستة في الخارج من بين أعضاء اللجنة المركزية . ومما يزيد في عزمنا وتفاؤلنا بالنجاح، أن الجلي الواضح أن رضى المناضلين وحتى المحيط بنتائج المؤتمر التاسع وتقبلها القبول الحسن، سوف يكون عاملا حاسما في تجسيد العملية في أرض الواقع بما يوافق الطموحات ويتناسب مع الاستراتيجيات المرسومة . *تشرع قيادات الحزب في عمل تحسيسي يستهدف المناضلين في القواعد لشرح نتائج المؤتمر، ما هي الأهمية التي تكتسيها هذه العملية بالنسبة لمهمة تجديد الهياكل المقررة مطلع الشهر الداخل ؟ ج2 : إن ما تقوم به قيادات الحزب من تحسيس آنيا يهدف إلى انتشار أعضاء القيادة عبر المحافظات والدوائر والتجمعات الكبرى من أجل تبليغ وشرح نتائج المؤتمر للمناضلين المنتخبين بصيغة واحد موحدة، ودعوتهم عبر الهياكل القاعدية إلى أن يقوموا بدورهم بعملية انتشار أوسع نطاقا ليؤدوا نفس المهمة مع المناضلين ومع المواطنين من مختلف الشرائح كالإطارات والنساء والشباب، وتوصيل رسالة الحزب المتجددة التي مفادها الانفتاح على المحيط ولكسب أكبر عدد ممكن من المناضلين ومن المؤيدين والمناصرين الذين يتقاسم معهم الحزب نفس الاهتمامات وذات الهواجس . * عادة ما تثير عملية تجديد هياكل الحزب مشاكل وفتن في قواعد الحزب استنادا لما حدث في الماضي، حيث ظلت عديد من المحافظات والقسمات رهينة تسيير اللجان الانتقالية، ما هي خطتكم لإنجاح عملية تجديد الهياكل وتسريع وتيرتها؟ ج3: بات من المؤكد أن نتائج المؤتمر التاسع قد طوت ورقة تلك المظاهر التي برزت في المرحلة السابقة جراء موروث ظرفي ما فتئت آثاره تتلاشى، إذ بعد ما كانت عامة صارت مخلفاتها لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة لذلك نرى أن الفتن التي بدأت في السابق قد قُبرت إلى الأبد ولن تطفو عن ساحة الحزب مستقبلا، وحجتي الترحاب والاستهلال التي حظيت بهما نتائج المؤتمر التاسع من طرف الجميع . أيضا أقول هذا لأن تقسيم المهام حسب المخطط الذي رسمه الأمين العام للحزب، على أعضاء المكتب السياسي وإحدى عشر لجنة وأربع هيئات، سوف يجعل من كل أعضاء اللجنة المركزية دون استثناء من القيام بمهام موكولة لهم لا تقل أهميتها عند أخذ مقارنة بأي زميل له "والموضوع بين الإخوة خفيف" *طالب الأمين العام بتقارير دقيقة ومفصلة عن الوضع التنظيمي في كل محافظة تسلم إلى أمانة التنظيم والهياكل، كيف ستستغلون هذه التقارير، وهل هي كافية لمعرفة الوضع في الميدان،؟ أم أنكم ستعتمدون على ما يعرف بتقارير الظل أو التقارير الموازية؟ ج4: إن الأمين العام للحزب يؤكد وبإلحاح على انتهاج سياسة المكاشفة والمصارحة في جميع مراحل العملية، فلا توجد تقارير ظل ولا تقارير موازية، ولم يكلف أي كان ولا أي جهة كانت في إعداد هذه التقارير التي وردت تسميتها في سؤالكم، إنما سوف يتم الاعتماد كل الاعتماد على التقارير المطلوبة من الإخوة المشرفين، ومن التجربة المعتادة في حزب جبهة التحرير بعد انعقاد كل المؤتمر. فالأمر بالنسبة لنا ليس بجديد ولا هو دخيل، إنما يدخل في تجربتنا ومسارنا الحزبي، مع التحيين والتحسين الذي تستدعيه المرحلة وطبيعة الهياكل وطرائق عملها سواء في الداخل أو في الخارج. *المؤكد أن عملية تجديد الهياكل لن تخلو من صراعات التموقع خاصة وأنها تتزامن مع الاستعدادات لاستحقاقات 2012، والأمين العام للحزب قرر إرجاء فتح الانخراط إلى ما بعد الانتهاء من هذه العملية، ألا تعتقدون أن من شأن هكذا قرار تأخير استقطاب الكفاءات إلى الحزب بالنظر إلى المدة التي قد يستغرقها تجديد الهياكل، وألا يتناقض القرار مع مسعى الانتشار الذي تراهن عليه قيادة الحزب؟ ج5: إن عملية تجديد الهياكل عادة تتصف بالتنافس على نيل المواقع في الحزب، وهي الظاهرة الصحية التي يتميز بها المناضلون، إنهم لا يتصارعون إنما يتنافسون، وهذا يعني الطموح والطموح مشروع بل حق من حقوق المناضلين وهدف من أهدافهم لأن أساس النضال السياسي ينبني على الطموح والتمكين للذات وللحزب بالطرق الشرعية وبما هو نظيف ونزيه من الممارسات، وهو ما يسعى إليه المناضلون وتتقبله القيادة بصدر رحب وبأحضان دافئة. ولم أسمع بعد أن الأمين العام قد أرجأ عملية فتح الانخراط، إنما ما أعلمه أنه يحث على استقطاب الكفاءات سواء بالانتماء إلى الصفوف أو بالمؤازرة والتأييد للحزب، لذلك لا يوجد إطلاقا ما يعرقل عملية الانتشار التي نعمل لها ومن أجلها في القيادة المركزية وفي القيادات القاعدية، فالباب مفتوح للجميع وأمام الجميع في كل مكان وفي كل زمان، وإن تزامن الانتشار بالانتماء إلى الحزب لا يتناقض مع عملية إعادة الهيكلة ولا يتعارض معها، ولن تعرقل عملية إعادة الهيكلة عملية الانتشار والانخراط والانتماء. * ما هي استراتيجيتكم في أمانة التنظيم والهياكل لإستقطاب الشباب والنساء للانخراط في الحزب في إطار سياسة التشبيب والعصرنة التي تبناها الأفلان في المؤتمر التاسع؟ ج7: من المعروف أن من بين مهام أعضاء المكتب السياسي »أمانة العضوية«، و»أمانة الشباب« و»أمانة المرأة« فالأولى موكول إليها رعاية الانخراط والبحث في سبل تطويره والتحكم فيه أكثر من ذي قبل، وموكول إلى الثانية والثالثة مهمة الاتصال المباشر بالشريحتين والاحتكاك بهما بقصد توصيل رسالة الحزب بين صفوفهم وتسهيل عملية انخراطهم في الحزب، إذن مسألة انخراط الشباب والنساء في ذمة ثلاثة أمانات من بين الخمسة عشر أمانة للمكتب السياسي.