عدد المجاهد محمد الشريف ولد الحسين بطولات الطلبة الجزائريين الذين استشهدوا في سبيل استقلال الجزائر، مبرزا الدور الكبير الذي قام به هؤلاء خلال ثورة نوفمبر خاصة وأنهم فضلوا ترك مقاعد الدراسة من أجل الالتحاق بإخوانهم المجاهدين، وقدم المتحدث مثالا على هذه التضحيات مجزرة استشهاد 27 طالبا على يد قوات الاحتلال الفرنسية. في منتدى وطني احتضنته جامعة خميس مليانة ونظمته الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين بمناسبة يوم الطالب، بحضور عدد من المجاهدين منهم شايشي، جيطلي محمد، تيمولغي، لعمري رابح، عليلي، ولعوامرية، إلى جانب حضور طلبة من مختلف ولايات الوطن، تحدث المجاهد محمد الشريف ولد عباس عن سقوط 27 طالبا جزائريا في ميدان الشرف رفقة الرائد سليمان طيب الملقب آنذاك ب » سي الزبير« ، حيث أن قرابة 400 طالب التحقوا بجيش التحرير الوطني قرب دوار زباغنية بعد إضراب الطلبة في ماي عام 1956، حيث تلقى الرائد سي الزبير أوامر بتهريب بعض من هؤلاء الطلبة عبر الحدود الشرقية والغربية لمواصلة دراستهم، وقد كانت تلك مسؤولية كبيرة أخذها سي الزبير على عاتقه إلى أن فوجيء ذات يوم رفقة من كانوا معه من طلبة عزل بهجوم من طرف مروحيات فرنسية فكان أن سقط 27 منهم في ميدان الشرف شهداء للوطن. وقد تحدث بقية المجاهدين عن تجربتهم التي خاضوها عندما كانوا طلبة في الثانوية وفضلوا ترك مقاعد الدراسة من أجل استقلال الجزائر، فالمجاهد غازي بشير من الأغواط، تحدث عن الظروف القاسية التي كان يمر بها الطلبة الجزائريون في الجنوب، حيث أن مواصلة الدراسة الثانوية كان يتطلب أن يسافر الطالب إلى المدية أو العاصمة بسبب عدم توفر مدارس ثانوية في المنطقة، غازي بشير كان أحد هؤلاء الطلبة الذين قرروا ترك الدراسة والالتحاق بجيش التحرير الوطني حيث كان رفقة عدد كبير من الطلبة الذين سقط اغلبهم في ميدان القتال. حكايات المجاهدين عن أحداث ثورة نوفمبر ودور الطلبة فيها رسم على وجوه طلبة جامعة خميس مليانة علامات تأثر واضحة، وكعادته، قدم المجاهد ولد الحسين ألف نسخة من كتابه الذي يحمل عنوان:» في قلب المعركة« حتى يبقى ذكرى شاهدة على ما اقترفته فرنسا الاستعمارية من مجازر في الجزائر، وحتى يكون عبرة لطلبة اليوم يستلهمون منه دروس بناء جزائر الغد.