وزير الإعلام المصري قرر أن يسكت أحمد شوبير لأنه قال بأن مسؤولا في الاتحاد المصري حرض مجموعة من الأنصار على الاعتداء على المنتخب الجزائري، وإدارة نايل سات هددت قناة أو تي في التي يعمل لحسابها شوبير بوقف البث، وفي لحظة انكشفت عورة الإعلام المصري الخاص الذي يعمل بإشارة من آل مبارك. كل خطوة يخطوها النظام المصري على طريق تسيير العلاقة مع الجزائر، التي حولها إلى أزمة، هي حماقة جديدة تضاف إلى مسلسل من السقطات السياسية والأخلاقية، وفي كل يوم يعطي مزيدا من الأدلة على أن الذي حدث كان استغلالا سياسيا فاحشا لنصر لم يكن قد تحقق بعد، وتحول فيما بعد إلى استغلال سياسي منكر لخسارة رياضية كادت أن تعصف بنظام مقطوع الصلة بشعبه. ليس اتحاد الكرة في مصر هو من يهاجم شوبير، الذين يفعلون ذلك هم آل مبارك الذين يمسكون بكل الخيوط، ويلعبون كل الأوراق من أجل الاحتفاظ بالسلطة، وبالنسبة لتلك الزمرة الجزائر كالمونديال وكرة القدم ورقة من الأوراق، ومن غير المسموح أن يكسر أحد الإجماع على الأكذوبة الكبرى التي مفادها أن كرامة المصريين أهينت في أم درمان وأن الذين انتصروا لتلك الكرامة هم آل مبارك دون غيرهم. أصبح في حكم المؤكد الآن أن التضليل الإعلامي الذي مارسته القنوات الفضائية المصرية كان عملا منهجيا أشرف عليه آل مبارك لأغراض سياسية لا علاقة لها بمصالح الشعب المصري، ولم يعد هناك أدنى شك في أن التعددية الإعلامية الزائفة التي يفاخر بها النظام المصري هي مجرد واجهة للخداع يتم التخلي عنها في أول امتحان، وما يجري الآن من تخبط في القاهرة هو الحصاد المر لنظام فاشل ومفلس ورديء يقود بلادا برمتها نحو الهلاك، ويتخذ من ملايين المقهورين والفقراء مطية لتحقيق مآرب سياسية رغم أنه أثبت فشله حتى في تسويق أكاذيبه أو تبريرها. إذا لم يكن ما يجري كافيا للشروع في التغيير فعلى أم الدنيا السلام.