انتهت الجمعية العامة لنقابة مركب »أرسيلور ميتال« بولاية عنابة إلى الإعلان عن إضراب عام بسبب رفض المديرية العامة للمركب التعامل بإيجابية مع مطالب العمال على رأسها مطلب رفع الأجور وفقا للاتفاقية التي أبرمتها الفدرالية الوطنية لعمال الميكانيك، الإلكترونيك، الحديد والمعادن في الفاتح من شهر ماي الماضي والمتضمنة رفع الأجور بنسبة 20 بالمئة. شهدت الجمعية العامة التي عقدتها أمس الأول نقابة مركب »أرسيلور ميتال ستيل« بعض الخلافات أثارها المُعارضين للمكتب الوطني الحالي للنقابة متهمين الأعضاء الحاليين بعدم قدرتهم وسلبيتهم في التعامل مع المديرية العامة، وهو الأمر الذي دفع إلى حدوث صدامات بين الطرفين كادت أن تتجاوز الحدود المعقولة، لكن رغم ذلك، يقول مصدر نقابي تحدث إلينا أمس، انتهت الجمعية العامة إلى الإعلان عن الإضراب العام. وجاء هذا القرار من قبل النقابة بالرغم من الرسالة التي وجهتها المديرية العامة للعمال يوم الأربعاء الماضي والتي تضمنت دعوة للهدوء والعمل على جلب الاستقرار للمركب وعدم فتح المجال أمام توترات أكبر، مع العلم أن النقابة كانت دعت إلى عقد جمعية عامة يوم الثلاثاء الماضي عبر بيان رسمي صادر عنها أكدت فيه أن »النقابة دخلت مرحلة قطع الحوار مع المديرية العامة« وأن الجمعية العامة ستكون فرصة لوضع حد للشك بشأن شرعية المطالب محل النزاع«. وحاولنا أمس الاتصال بالأمين العام للنقابة إسماعيل قوادرية قصد معرفة تطورات الوضع، لكن هذا الأخير لجأ على إطفاء هاتفه النقال طيلة اليوم، ما جعلنا نكتفي بتصريحات أحد النقابيين. وكانت نقابة مركب »أسيلور ميتال ستيل« دعت إلى جلسة صلح مع الإدارة عبر طلب رسمي وجهته إلى مفتشية العمل شهر ماي الماضي وهو المطلب الذي لم يتحقق لغاية الآن، ما جعلها تُباشر خطوات أخرى تعتبرها جد قانونية، وذلك في ظل الصمت الذي فضل أن يعتمد الاتحاد العام للعمال الجزائريين بقيادة الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد. ويشهد المركب هذه الأيام حالة من الغليان وسط العمال بسبب التعامل السلبي للإدارة مع مطالب العمال المتمثلة أساسا في تطبيق اتفاقية الفروع ومنه إقرار الزيادة في الأجور وفقا للاتفاقية القطاعية التي وقعتها الفدرالية في الفاتح من شهر ماي الماضي، إضافة إلى قضية التقاعد. تجدر الإشارة أن المديرية العامة للمركب كانت أعلنت مؤخرا بعد اللقاءات التي جمعتها بالطرف الاجتماعي بأنها متمسكة بالاتفاق الرسمي الذي وقع بين الطرفين في 7 جويلية الماضي وأوضحت أن الاتفاق يتضمن إجراءات تسيير الأجور إلى غاية نهاية 2010. وتُعتبر نقابة مركب »أرسيلور ميتال« من أنشط النقابات التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين بحيث تمكنت في عديد الاحتجاجات التي قامت بها من تحقيق مطالبها المرفوعة، كان آخرها الاحتجاج الذي قامت به سنة 2009.