قررت نقابة مركب الحديد والصلب »أرسيلور ميتال« بعنابة عقد جمعية عامة غدا الخميس يتم خلالها الفصل في الإضراب الذي يرتقب أن يشنه العمال بسبب رفض إدارة المركب مطلب الزيادة في الأجور، ولا يُستبعد حسب مصدر نقابي أن يتم خلال هذا اللقاء إقرار الإضراب مع تحديد تاريخه. أصدرت أمس نقابة مركب »أرسيلور ميتال ستيل« بولاية عنابة بيانا أكدت فيه أن جمعية عامة ستُعقد غدا تُخصص أساسا للفصل في خيار الإضراب، وذلك بسبب الانسداد الموجود في الحوار بين النقابة وإدارة المؤسسة حول المطالب التي رفعها العمال، وجاء في البيان »إن النقابة دخلت مرحلة قطع الحوار مع المديرية العامة« وأن الجمعية العامة المرتقبة ستكون فرصة لوضع حد للشك بشأن شرعية المطالب محل النزاع. ولم يستبعد مصدر نقابي في اتصال هاتفي به أمس، أن تُصادق الجمعية العامة بالإجماع على خيار الإضراب بالنظر إلى الطريقة التي تتعامل بها الإدارة مع المطالب المرفوعة، موضحا أن النقابة كانت طالبت شهر ماي الماضي رسميا لدى مفتشية العمل بجلسة صلح لكن الطلب لم يأت بأي جديد. وحاولنا أمس مرارا الاتصال بالأمين العام للنقابة اسماعيل قوادرية دون جدوى، وكان هذا الأخير أكد لنا في تصريحات سابقة، أن الإدارة رفضت خلال اللقاءات التي جمعت الطرفين مؤخرا إقرار رفع أجور العمال وفقا للاتفاقيات القطاعية الموقع عليها في الفاتح ماي الماضي، وذهب مسؤولو المركب، يُضيف بقوله، إلى حد التصريح بعدم الاعتراف لا بالحكومة ولا بإطار الثلاثية كفضاء للحوار والتشاور ولا حتى بالاتفاقية القطاعية، وهو ما أثار حفيظة العمال وجعلهم يعيشون حالة من الغليان. من جهتها، كانت المديرية العامة للمركب، أكدت مؤخرا بعد لقاء جمعها بالطرف الاجتماعي، أن اتفاقا اجتماعيا »عقد مؤسسة« يخص تسيير تطور الأجور إلى غاية نهاية 2010 كان قد أُبرم مع الشريك الإجتماعى بتاريخ 7 جويلية 2009، معلنة في الوقت نفسه تمسكها به. وتسببت هذه التطورات في خلق حالة من التململ وسط العمال بسبب ملف الأجور أساسا، سيما وأن جل العمال، يقول المصدر النقابي الذي تحدث إلينا، يُعانون من تدهور القدرة الشرائية جراء ارتفاع مختلف أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية من جهة، ولكون جل عمال القطاع الاقتصادي استفادوا، من جهة أخرى، بداية من شهر ماي الفارط بزيادات مختلفة تتراوح نسبتها بين 5 و50 بالمئة في أجورهم، تطبيقا للقرارات التي خرج بها لقاء الثلاثية المنعقد شهر ديسمبر الماضي والتي تجسدت في الاتفاقيات القطاعية الموقعة بين الفدراليات الوطنية والسلطات الرسمية المعنية وكذا اتفاقية الإطار الموقعة بين الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمات أرباب العمل، مع العلم أن الاتفاقية الموقعة في قطاع الميكانيك والحديد والإلكترونيك نصت على أن تكون الزيادات في أجور عمال هذا القطاع 20 بالمئة. تجدر الإشارة أن مركب»أرسيلور ميتال ستيل« يضم حوالي 6 آلاف عاملا وتقدر طاقته الإنتاجية النظرية بمليوني طنا سنويا من الفولاذ السائل.