اتهم عمر غول، وزير الأشغال العمومية، بعض الأطراف ب »مُحاولة التشويش« على أشغال إنجاز الطريق السيّار »شرق-غرب«، وأكد أن الجهات التي تُحاول التشكيك في قدرة الجزائر على إنهاء إنجاز ما يُعرف ب »مشروع القرن« تناست أنه تمّ استكمال أكثر من 90 بالمائة من الأشغال قبل آجالها، في حين لم يُحدّد آجالا بعينها للتسليم النهائي ل 10 بالمائة المتبقية خاصة أمام التأخر الحاصل في الشطر الشرقي. نفى وزير الأشغال العمومية في تصريح خصّ به »صوت الأحرار« أن تكون مصالحه قد تقدّمت بطلب إلى الحكومة من أجل رفع الغلاف المالي الإجمالي لإنجاز الطريق السيّار »شرق-غرب«، وأكد أن التكلفة النهائية لهذا المشروع الضخم سوف لن تتعدّى 11 مليار دولار بناء على ما تحدّد في مضمون المناقصة الدولية للإنجاز، فيما أوضح أن أولوية الوزارة خلال السنوات الأربعة المقبلة تبقى في كسب رهان الطريق السيّار بالهضاب العليا التي تولي لها السلطات العمومية أهمية بالغة. إلى ذلك لم يُحدّد الوزير عمر غول آجالا بعينها للتسليم النهائي لكافة أشطر الطريق السيّار »شرق-غرب«، ولكنه في المُقابل حرص على التذكير ب »المكاسب« التي تحقّقت عبر مختلف مراحل إنجاز هذا المشروع، وهي المكاسب التي حصرها بشكل أساسي في »أننا نجحنا في استكمال إنجاز 90 بالمائة من الطريق قبل الآجال المتفق عليها في العقد«، ويقصد المتحدّث تسليم كافة الشطر الغربي الممتد من الحدود الغربية وصولا إلى ولاية الشلف وجزء كبير من شطر الوسط. وعلى الرغم من أن وزير الأشغال العمومية، الذي غالبا ما يتفقد مشاريع قطاعه بشكل دوري، أقرّ بحدوث بعض التأخير في تسليم الشطر الشرقي وجزء من شطر الوسط بين الدارالبيضاء إلى مخرج الأخضرية، فإنه لم يتوان من جهة أخرى في توجيه أصابع الاتهام إلى جهات، دون أن يأتي على ذكرها، قال إن هدفها الأساسي هو مُحاولة التشويش على مصالحه، وقد أورد في هذا الشأن مُوضحا »هؤلاء لا يتحدّثون عن المكاسب التي حققناها حتى الآن في هذا المشروع، فهم يُريدون التشويش علينا فقط«. وإذا كان عمر غول تحدّث بإسهاب عن »الجوانب الإيجابية« في إنجاز الطريق السيّار »شرق-غرب«، فإنه تفادى الخوض في تقديم تاريخ بعينه لاستلام الشطر الشرقي بكل مقاطعه خاصة وأن الكثير من الجدل أُثير في الفترة الأخيرة حول المشروع، وهناك تقديرات تُشير إلى أن ال 10 بالمائة المُتبقيّة سوف لن تُستكمل قبل نهاية السُداسي الأوّل من العام المقبل في وقت كان الوزير التزم أمام نواب البرلمان بشهر ديسمبر مهلة أخيرة. واستنادا إلى تقديرات سابقة للوزير فإن الاستلام النهائي للشطر الشرقي من الطريق السياّر الممتد على مسافة 600 كلم من برج بوعريريج وصولا إلى الحدود مع تونس سوف لن يكون قبل نهاية 2010 خاصة على مستوى الأنفاق التي أوضح بأنها تتواجد على مستوى مناطق حساّسة، وتبلغ النسبة الإجمالية لتقدّم الأشغال بها أكثر من 87.5 بالمائة، منها 90 بالمائة فيما يتعلق بالمنشآت الفنية، وتبقى ولاية الطارف الأقلّ وتيرة في نسبة تقدّم الأشغال حيث تبلغ 46 بالمائة فقط ثم سكيكدة 63 بالمائة. كما أرجع غول في أسباب اختيار هذه المناطق ذات البنية الجيولوجية الحسّاسة، إلى »مُحاولة تجنّب المناطق الفلاحية الخصبة والتقرّب في المقابل من المدن الكبرى حتى يؤدي الطريق مهامه اقتصاديا«، ولتبرير التأخير أيضا تحدّث الوزير عن امتداد الطريق السيّار على طول 1720 كلم و16 نفقا وحوالي 2000 جسر منها 200 جسر عملاق وآلاف جسور مجاري المياه، يضاف إلى ذلك إدماج 3500 مهندس جزائري، وهو ما يمثّل على حدّ تقديره إنجازا كبير لقطاعه.