استغرب وزير الأشغال العمومية، عمار غول، الحملة الشرسة التي تشنها بعض ''الأطراف الدخيلة'' للإطاحة بمشروع القرن والتشكيك بفاعليته في الارتقاء بالوطن إلى مستوى الدول المتقدمة في مجال الإنجازات القاعدية والمنشآت الهيكلية، متهما الجهات التي أطلقت الإشاعة مؤخرا حول التأخر في تسليم المشروع إلى غاية سنة 2013، بالسعي إلى ''تسويد صورة الجزائر وضرب استقرارها''· ودعا الوزير تلك الأطراف إلى وجوب التفريق بين ملف الإنجاز وملف تسيير الطريق السيار وتجهيزه، مؤكدا أن ''هذا الأخير لم يتم الفصل فيه وأن الحكم عليه بالتقدم أو التأخر لا يستند على أي أساس من الصحة أو المنطق''· وأوضح غول، على هامش التدشين الرسمي للمقطع الغربي الرابط بين الدويرة-زرالدة، على مسافة5.12 كلم من المحور الرئيسي للطريق الاجتنابي الثاني، مساء أول أمس، أن مشروع إنجاز الطريق السيار شرق-غرب، يتضمن أربع ملفات رئيسية، بدءا من البرنامج القديم الذي انطلق سنة 1985 وجمدت أشغاله خلال العشرية السوداء، ليتم إنعاشه بتعليمات من الرئيس بوتفليقة لاستكمال منجزاته في حدود 2009، إلا أن معظم الأعمال الميدانية قد سلمت قبل الآجال المحددة، أي نهاية 2008 وبداية السداسي الأول من السنة الجارية·وفي السياق نفسه، أكد غول أن الملف الثاني الذي يعنى بشق الإنجاز، فيتضمن محاور البرنامج الجديد الخاص بإنجاز1231 كلم، حيث تم إطلاق مناقصات دولية للمؤسسات الناشطة في القطاع، والتي رست على شركة صينية-يابانية، وحدّدت آجال إنجازه ب 40شهرا· وحسب عملية حسابية بسيطة يمكن التأكيد على أن الأشغال الراهنة في تقدم مستمر، وذلك استنادا على تاريخ انطلاق المشروع الذي تم سنة 2007، ليسلم في جويلية 2010، ليضيف أن خير دليل على السير الأمثل لوتيرة المشروع -حسب الوزير- هو تسليم العديد من المقاطع لحركة المرور قبل آجالها المحددة·في حين يتولى الملف الثالث إنشاء المحولات على مستوى المواقع التي شملها البرنامجين المذكورين، مع الإشارة إلى أن آجال تسليم أشغاله لا تندرج ضمن أجندة 40 شهرا، إلا أنها ستنتهي مع نهاية البرنامج الجديد· أما الملف الأخير الخاص بقضايا التسيير، التجهيز واستغلال الطريق السيار، الذي طرح الكثير من الجدل في العديد من الأوساط، فقد أكد المسؤول الأول بالقطاع أنه لم يتم الانطلاق في تجسيده بعد، موضحا ''لقد تم تحضير الملف، إلا أن المناقصات الدولية الخاصة بتجهيز وتسيير الطريق السيار شرق-غرب المقدر ب1261 كلم، ستنطلق في حدود شهر سبتمبر أو أكتوبر كأقصى تقدير· وكشف غول، أن الملفات الخاصة بتجهيز وتسيير الطريق السيار قد تم تحضيرها في انتظار إطلاق المناقصات الخاصة بها والتي من شأنها اختيار شركة ذات خبرة في تسيير هذا النوع من الطرق السيارة، معلنا في السياق ذاته أن دفاتر الشروط سلمت للجنة الوطنية للأسواق وهي تتضمن إنجاز كافة الفضاءات الضرورية للطريق، على غرار محطات الدفع ومراكز الصيانة وأماكن الراحة·وأعلن المتحدث أن المؤسسة التي سترسى عليها المناقصة، ''ستبرم عقد تسيير لمدة خمس سنوات مع الجزائرية لتسيير الطرق السريعة التي ستقوم بموجبه المؤسسة الدولية على مساعدة الجزائرية للطرق السريعة في مجال الاستغلال''، مجددا من جهة أخرى، التذكير بالقرار الحكومي الذي يسند مهمة إنجاز محطات الخدمات إلى مجمع ''نافطال''، الذي شرع حاليا في إنجاز عدد من هذه المرافق على مستوى العديد من المقاطع·