يترقب ملايين الجزائريين مواجهة »الخضر« أمسية يوم غد الجمعة أمام إنجلترا على أمل أن يروا لاعبين محاربين داخل أرضية الميدان، فبعد التعثر المخيب الأحد الماضي أمام منتخب سلوفيني كان في المتناول، لم يفقد عشاق المنتخب الأمل بعد وهو يرون أشبال الناخب الوطني رابح سعدان يعيدون نفس سيناريو مونديال إسبانيا 1982 بالإطاحة بمنتخب الأسود الثلاثة الذي يبقى أحد أبرز المرشحين للظفر بالتاج العالمي او على الأقل يكون واحدا بي طرفي المعادلة في اللقاء النهائي يوم 11 جويلية المقبل. وعلى الرغم من إدراكهم أن ترويض أسود إنجلترا ليس بالمهمة السهلة على الإطلاق خاصة وأن كتيبتهم يقودها واحد من أحسن المدربين في المعمورة، زيادة على أنها تعج بالنجوم، فإن الجزائريين يحتفظون، مع ذلك، ببصيص من الأمل من أجل إحداث المعجزة والظفر بالنقاط الثلاثة التي لا تعني نهاية الأمر التأهل، ولكن ستكون، إن تحقّقت، بمثابة إعادة الروح إلى »محاربي الصحراء« الذين ليس لديهم ما يخسرونه مساء الغد بعد أن تجاوزا نفسيا نكسة سلوفينيا. الفوز الصعب الذي حققه »راقصو السامبا« أمسية الثلاثاء أمام منتخب جنوب إفريقيا، وهزيمة أول مرشح لنيل اللقب العالمي إسبانيا أمس أمام سويسرا، وقبلهما تعثر بطل العالم وحامل اللقب إيطاليا أمام الباراغواي بتعادل إيجابي، كلها تعتبر عوامل بمثابة محفز إضافي يؤكد أنه ليس هناك منتخب قوي وآخر ضعيف لأن الحسم يتم على أرضية الميدان، وهذه هي المعادلة التي يجب على »كتيبة سعدان« إدراكها إذا ما أرادوا الاستفادة من الدرس السلوفيني الذي بدا لأول مرة بأنه بمثابة بداية نهاية مغامرة المنتخب الوطني في المونديال الإفريقي. وعلى ما يبدو فإن الأجواء التي حضّر بها المنتخب الوطني لمباراة الغد كانت مفعمة بكثير من التفاؤل خاصة أمام الفرديات التي تزخر به التشكيلة الوطنية، وعلى الناخب رابح سعدان استغلالها لإعادة شحن اللاعبين من أجل الوقف ندا للمنتخب الإنجليزي الذي عانى الأمرين أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، وما يزيد الضغط على تشكيلة كابيلو هي الانتقادات وكذا الأضواء الموجهة إلى نجومه خصوصا عقب هزيمة إسبانيا المفاجئة في أوّل خرجة لها في المونديال. القناعة التي تسود الجزائريين هي أن »الخضر« الذين تألقوا في مونديال العام 1982 أمام العملاق الألماني الذي وصل حينها إلى النهائي قبل أن يخسره أمام »الطليان«، بإمكانهم إعادة تلك الملحمة مجدّدا أمسية يوم 18 جوان 2010، ولو أن الحسابات بين المونديالين قد تغيّرت، وعليه فإن الخط الخلفي ل للمنتخب بقيادة الثلاثي حليش وبوقرة وعنتر يحيى بمساعدة بلحاج، ستكون له الكلمة الفصل على ملعب »غرين بوينت« من أجل صدّ هجمات المنتخب الإنجليزي بقيادة الثعلب واين روني، ومن ثمّ استغلال كافة الفرصة المتاحة بالاعتماد على مهارات كريم زياني وحيوية بودبوز وخبرة جبور إذا ما وقع عليه اختيار الناخب الوطني خلال هذه المواجهة. وإذا كانت الكرة المستديرة لا تؤمن بالمستحيل، فإنه بات لزاما على رفقاء القائد عنتر يحيى التحرّر نفسيا واللعب بكامل إمكانياتهم البدنية والتكتيكية من أجل تأكيد ما جاء من اعترافات على لسان الإيطالي فابيو كابيلو الذي ينظر إلى المنتخب الجزائري بكثير من الحذر مخافة أن يقع في نفس مصيدة الألمان قبل 28 عاما، وسوف لن يرضى الجزائريون بعد إطلاق الحكم الأوزبكي الشاب »رافشان إيرماتوف« مساء الغد بغير نقطة التعادل على أقل تقدير.