أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة أن تجد المجموعة الدولية الشروط الضرورية للعودة القوية إلى النشاط الاقتصادي في إفريقيا، بعد أن شهد تباطؤا ملحوظا إثر تداعيات الأزمة المالية العالمية، واعتبر الرئيس بوتفليقة أن هذه الأزمة قد أدت إلى ظهور حكامة اقتصادية عالمية جديدة، ولابد أن تجد إفريقيا مكانا لها في هذا الإطار، أما فيما يتعلق بأهداف الألفية فقد أوضح بوتفليقة أن الجزائر من البلدان الإفريقية التي نجحت في تحقيق تحسن ملحوظ في مجال صحة الأم و الطفل. مبعوثة »صوت الأحرار« إلى كندا: سهام مسيعد اعتبر رئيس الجمهورية خلال مشاركته في قمة مجموعة الثمانية التي احتضنتها مدينة موسكوكا الكندية أن الأزمة المالية العالمية وما نجم عنها من آثار قد أدت إلى تراجع الناتج الداخلي الخام للبلدان الإفريقية وعلى رأسها الجزائر، لكنها من جهة أخرى قد عجلت بظهور حكامة اقتصادية عالمية جديدة وعلى المجتمع الدولي أن يعترف بالدور الذي تلعبه إفريقيا في هذا المجال وهذا من خلال إسماع صوت القارة السمراء والإصغاء إليه. ومن جهة أخرى، أشار رئيس الجمهورية إلى تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في إفريقيا منذ الأزمة المالية العالمية، وهو ما يفرض على المجموعة الدولية وعلى رأسها البلدان الصناعية إيجاد الشروط الضرورية للعودة القوية إلى النشاط الاقتصادي في إفريقيا، من خلال زيادة المساعدات العمومية على التنمية كما ونوعا، وكذا مواصلة برامج تخفيف المديونية وتنويع القاعدة الإنتاجية للبلدان الإفريقية مع تسهيل الدخول إلى أسواق البلدان المتطورة، وهو ما يتطلب أيضا تكثيف وتحديث شبكات الهياكل القاعدية عبر القارة. أما فيما يتعلق بتقييم نشاط الجزائر ضمن الشراكة بين إفريقيا ومجموعة الثماني في سياق الأزمة المالية والاقتصادية الدولية، فقد ذكر رئيس الجمهورية بالجهود التي بذلتها الجزائر في سبيل تحقيق تنمية اقتصادية، مشيرا إلى أنها من بين البلدان الإفريقية التي حققت الانسجام بين المبادئ والأهداف المرسومة في إطار الآلية الإفريقية للتقويم، وهو ما جعل تجربتها ناجحة بشهادة المختصين، حيث دعت كثير من الشخصيات إلى تعميمها على المستوى القاري، وعليه تولي الجزائر _حسب رئيس الجمهورية_ أهمية بالغة لتبادل التكوين مع البلدان الإفريقية حيث تم تكوين أربعين ألف طالب إفريقي تلقوا تعليمهم في الجزائر، هذا إلى جانب اهتمامها بالمشاريع الجهوية المهيكلة، كالطريق العابر للصحراء. من جهة أخرى، وصف بوتفليقة اهتمام مجموعة الثماني بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بالإشارة الإيجابية، داعيا إلى مضاعفة الجهود لتجسيدها في آفاق 2015 ، وهذا من خلال تقديم مزيد من المساعدات لبلدان القارة الإفريقية التي مازالت تعاني من التأخر الكبير في بعض المجالات على غرار الوفيات بين فئتي الأمهات و الأطفال حيث تشير الإحصائيات على تسجيل 50 بالمائة من وفيات النساء في العالم بفعل آثار الحمل والولادة، كما أن طفلا من أصل سبعة يموتون في إفريقيا قبل بلوغ سن الخامسة، كما أن أكثر من نصف الولادات يجري دون إسعافات طاقم طبي مؤهل. وأوضح الرئيس بوتفليقة أن أهداف الألفية الإنمائية فيما يخص صحة الأم والطفل قد عرفت تحسنا معتبرا في شمال إفريقيا وهي على وشك أن تتحقق حتى وإن كان هناك هامش من لمزيد من التحسينات، وعليه فإن بلدان شمال القارة السمراء تقتسم تجربتها مع بقية بلدان القارة ، وبعد أن ذكر بوتفليقة بخطوات التي حققتها الجزائر في هذا المجال، أشار إلى انخفاض نسبة الوفيات بين الأطفال من 43 في الألف سنة 2000 إلى 29,8 سنة 2008.