انتقلت الفوفوزيلا من أقصى جنوب القارة السمراء لتحط الرحال بأقصى شمالها،حيث نالت إعجاب العديد من مناصري الفريق الوطني الذين أصروا على أن ترافقهم في رحلة العودة من بلاد نيلسن مانديلا التي تنقلوا إليها لمناصرة فريقهم ،فكانت الذكرى الجميلة التي رسخت في عقولهم بعد الأداء المشرف الذي أظهره رفقاء زياني ومطمور،حيث أكد هؤلاء على أنها ستكون ضمن الأشكال المتعددة من التشجيع الذي تزخربه الملاعب الجزائرية. تحدث هذه الأيام الأصوات المنبعثة من أبواق الفوفوزيلا إزعاجا كبيرا لسكان العاصمة الذين جربوا تأثيرها على تركيز الإنسان وهدوئه،و انتقلت هذه الآلة الموسيقية من ملاعب جنوب إفريقيا التي تعتبر فيها الطريقة المفضلة للتشجيع لتحط الرحال في الجزائر عن طريق العديد من المناصرين الذين عادوا محملين بهذا النوع الجديد الذي يضاف إلى قائمة الوسائل الأكثرشعبية في التشجيع والمناصرة. والفوفوزيلا هي آلة نفخ بطول 65 سم يصدرعنها صوت أحادي النغمة وتستعمل على مدرجات كرة القدم من أجل التشجيع وإضافة أجواء الحماس على الملعب والمباراة،وهي آلة محلية خاصة بجنوب أفريقيا وقد تم تعديلها مباشرة قبل مونديال 2010 وذلك للخطرالذي كانت هذه الآلة تمثله بسبب الصداع والضغط النفسي الذي تحدثه لكل الموجودين في المكان من لاعبين وجمهورفلكل كأس عالم طابعه وذكرياته الخاصة،ومونديال إفريقيا هو مونديال الفوفوزيلا، والتي سيبقى صداها معششا في آذان المناصرين الذين قصدوها وكذا في جدران مباني وأزقة بلاد نيلسن مانديلا. الفوفوزيلا في شوارع العاصمة تعدت شهرة أبواق الفوفوزيلا التي كانت مصدرإزعاج للجميع وأثارت الكثيرمن الجدل جنوب إفريقيا لتجتاح بلادنا بالصوت الصاخب الذي تحدثه، حيث يجوب الطرقات هذه الأيام شباب يتفنن في إطلاق العنان لتلك الأصوات المنبعثة منها رغم الإزعاج الكبيرالذي تحدثه والذي ندد به كل من سمعها حتى أولئك الذين وصل إليهم صخبها عبر شاشات التلفزيون فقط فما بالك بسماعها مباشرة،وقد لجأ بعض التجار إلى استيرادها وتم توزيعها وطنيا، تفاعلا مع الحدث العالمي ومن المنتظرأن يكون لها حضور قوي في ملاعب الجزائر. و كانت الفوفوزيلا سيدة الملاعب في مونديال جنوب إفريقيا ولا يمكن لأي تشجيع أن ينافس الصوت القوي الذي لم يحتمله أحد بداية باللاعبين والحكام والجماهيرالذين لم يتمكنوا من الاستمتاع بالمقابلات وتشجيع فرقهم بطريقتهم الخاصة ليمتد هذا الإزعاج إلى المتفرجين عبرشاشات التلفزيون،ولذلك طالبت العديد من القنوات التلفزيونية بحضرهذا البوق المدوي الذي أثرعلى بث المقابلات. هذا الإزعاج الذي لم يسلم منه أحد أثاراهتمام الجزائريين و استهوتهم تلك الآلة القادمة من بلاد البافانا بافانا وهو ما دفع ببعض التجارإلى استيراده من الصين وإدخاله إلى الجزائرفي الوقت المناسب وحسب أحد التجارالذين تحدثنا إليه فان الفوفوزيلا جلبت الانتباه قبل انطلاق المونديال بعدما تناولتها وسائل الإعلام ولذلك فقد انتبه إليها بعض التجارمنذ مدة وحجزوها من المصانع الصينية المختصة في هذا النوع من الصناعات. وإذا كانت الفوفوزيلا قد دخلت على متن عدد هائل من الحاويات فقد تم توزيعها في الجهات الأربع من الوطن ورغم خروج الجزائرمن العرس الكروي وحسرة الجماهير الجزائرية إلا أن هذه الآلة تصنع أفراح العائدين من جنوب إفريقيا الذين حرصوا على حمل بعض الذكريات من هذا البلد المضياف واحتلت المرتبة الأولى في قائمة اختياراتهم حيث تنبأ البعض لهذا البوق برواج ملفت للانتباه خلال الموسم المقبل من البطولة الوطنية،ومن المنتظرأن يسجل حضوره في مختلف الملاعب وبما أن بعض التجارنقلوا الفوفوزيلا إلى العاصمة فإنهم يستهدفون الشناوة. فيما لم تخلو حقائب المناصرين و جميع من تنقل إلى جنوب إفريقيا من هذا البوق الذي يعبر عن الثقافة التشجيعية في هذا البلد ،حيث أكد سميرالذي سافرلتشجيع الفريق الوطني أنه تلقى اتصالات من أصدقائه يطالبونه بجلب الفوفوزيلا حتى يستعملونها في تشجيع فرقهم المحلية ،وهو ما تم فعلا يقول حيث أحضر لكل أصدقائه واحدة. المواطنون يشتكون الإزعاج لم يسلم أحد من الفوفوزيلا وبدأت تفعل فعلتها في المواطنين الذين أبدوا انزعاجهم منها بسبب الصوت القوي والصاخب الذي تحدثه وفي هذا الإطارعبرت إحدى السيدات القاطنة بحسين داي قائلة أنها في كل مرة تسمع فيه هذا الصوت ينتابها الهلع نظرا للشبه الكبيربينه و بين صوت الفيل على حد قولها،معيبة استعمالهم لهذه الآلة في جميع الأوقات حتى عند القيلولة،فيما أكدت سيدة أخرى أنها تضطرفي كل مرة إلى إعادة تنويم ابنها الرضيع الذي يستيقظ على هذا الصوت العجيب الذي لم يسبق له وأن سمعه،وأجمع كل من تحدثنا إليهم أن هذه الآلة ستحدث فوضى عارمة في مجال التشجيع في العاصمة وكامل ولايات الوطن. ولم يقتصرمساوئ هذه الوسيلة التشجيعية المحبوبة في جنوب إفريقيا عند درجة الإزعاج فقط بل تعداه إلى أضرارجسدية يمكن أن يتعرض لها المستمع وفي هذا الإطارحذرالأطباء من الاستماع لهذه الأبواق كونها يمكن أن تؤدي إلى مرض"طنين الأذن" بل والصمم أيضا ،إضافة إلى أنها تتسبب في أضرار للأذن يتعذرعلاجها فيما بعد إذ أنها تصدر أصواتا تصل قوتها إلى 120 130 ديسيبيل فعند اقتراب "الفوفوزيلا" من الأذن فإن هذه القوة الصوتية تضارع ما تعانيه الأذن عند تشغيل المثقاب الكهربي (الشنيور) أو أزيز طائرة عند الإقلاع كما يمكن أن تؤدي إلى آلام حادة في الأذن، ينجم عنها الصمم كما يمكن أن ينشأ عن ذلك صفيروخشخشة متواصلة بها. ولقد تعرضت مشجعة من جنوب إفريقيا إلى تمزق في حنجرتها منعها من الكلام ومن الأكل على مدى يومين بسبب نفخها المتواصل لبوق الفوفوزيلا فيما شخّص أطباء ألمان حالة أحد المشجعين بحالة (الطنين الحاد) بعدما نفخ مشجع بجواره بوق الفوفوزيلا بالقرب من أذنه وتسبب له بالإغماء.