أكد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم أن الاجتماع المقرر يوم غد الأحد بجدة حول الطاقة سيكون فرصة بالنسبة لمختلف المتعاملين في السوق البترولية لتبادل وجهات النظر حول ارتفاع أسعار الخام في محاولة لمعالجة هذا المشكل، كما أكد ارتفاع أسعار البترول يبقى خاضع لظروف دولية خارجة عن نطاق الدول المنتجة لهذه المادة الأولية. ق.و في حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية عشية اجتماع جدة الذي يهدف أساسا حسب قوله إلى توضيح المواقف بخصوص أسباب هذا الارتفاع صرح شكيب خليل أن العربية السعودية قررت عقد هذا الاجتماع لتحديد أسباب ارتفاع أسعار البترول، مضيفا في رده عن سؤال حول معرفة ما إذا كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول قد تبنت مسعى مشتركا تحسبا لهذا اللقاء، أنه "لا يمكننا التحدث عن مسعى مشترك للأوبيب خلال اجتماع جدة لأنها لم تقرر عقد اجتماع في هذا الاتجاه". واسترسل الوزير "أنا مدعو كوزير جزائري للطاقة والمناجم وعليه فأنا غير مكلف من طرف الأوبيب للإدلاء بموقفها بخصوص هذا المسألة. وبالرغم من ذلك يضيف خليل، فإن منظمة الأوبيب ستستمر في تشجيع الحوار مثلا مع الوكالة الدولية للطاقة والمنتدى الدولي للطاقة، مضيفا أن أعضاء الأوبيب الذين سيشاركون في جدة سيدلون بوجهات نظرهم. من جهة أخرى ذكر خليل بالحوار الدائم الذي تجريه منظمة الأوبيب مع البلدان المنتجة غير العضوة مثل روسيا، عمان، مصر، سوريا، المكسيك والبرازيل حول مواضيع مرتبطة بشفافية المعلومة فيما يتعلق بالتخزين على سبيل المثال، مؤكدا أن الأمر يتعلق بعمل يتم في إطار المبادرة المشتركة بين منظمة الأوبيب والوكالة الدولية للطاقة والمنتدى الدولي للطاقة والذي يجتمع بشكل منتظم". وفي تحليله لأهم العوامل المؤدية إلى ارتفاع أسعار النفط رفض خليل رفضا قاطعا الفكرة التي تدعمها البلدان المستهلكة والتي مفادها أن ارتفاع الأسعار مرده انخفاض الإنتاج. ويرى أن ارتفاع الأسعار يعود إلى أسباب أهم مثل المضاربة والتوترات الجيوسياسية إضافة إلى عوامل أخرى خفية تتمثل في طاقة التكرير المحددة التي أدت مع إدخال الايتانول البيئي إلى انخفاض توفر المازوت وبالتالي ارتفاع أسعار الوقود. وحسب خليل يعود ارتفاع الأسعار كذلك إلى الضرائب المرتفعة التي تقتطعها البلدان المستهلكة الكبرى مثل فرنسا وانجلترا من المنتوجات النفطية، كما تأسف بشأن هذه النقطة لكون هذه البلدان ترفض تخفيض هذه الضرائب بحجة أن مثل هذا الإجراء سيشجع على استهلاك النفط. وأشار خليل إلى ظواهر أخرى "خطيرة" تتمثل في تعقد الأزمة مع إيران والأزمة الاقتصادية في الولاياتالمتحدة، كما قال في هذا الصدد "أن كل هذه المواضيع سيتم مناقشتها خلال اجتماع جدة"، مؤكدا أن نقص التموين ليس حجة مقنعة" في ظرف يتميز بارتفاع إنتاج العربية السعودية والعراق. وعليه فقد تساءل الوزير "هل سيطلب من البلدان التي تنتج السيارات والحاسوبات والصفائح الشمسية أو المحركات الغازية أن ترفع إنتاجها بحجة أن أسعارها جد مرتفعة، موضحا أن مطالبة البلدان المنتجة للبترول برفع عرضها أمر غير منطقي وغير عقلاني".