ينطلق اجتماع جدة، الذي من المنتظر أن يجمع أهم المنتجين والمستهلكين للنفط في العالم، وسط توقعات متباينة من طرف الفاعلين في المجال والخبراء الاقتصاديين، حيث ينتظر البعض أن يكون الاجتماع فرصة لتبادل الآراء بوضوح وشفافية حول الأسباب الحقيقية الدافعة الى ارتفاع أسعار البترول، بهدف محاولة كبح جماحها، بينما يستبعد البعض الآخر أن تتخذ "القوى النفطية العالمية أية قرارات حاسمة"• وفي حين أوضح وزير الطاقة والمناجم "شكيب خليل"، أن اجتماع جدة سيكون فرصة "سانحة بالنسبة لمختلف الفاعلين في السوق النفطية لتحديد أسباب ارتفاع أسعار النفط وتوضيح المواقف بخصوص أسباب هذا الارتفاع"، قال "شكري غانم"، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أمس، أنه من غير المرجح أن تتخذ القوى النفطية العالمية، التي ستحضر اجتماع جدة اليوم، أي قرارات رئيسية• وقال لوكالة "رويترز" قبل وصوله الى جدة، أنه لا يمكن اتخاذ أي قرار بخصوص أمور هامة في سوق الطاقة خلال اجتماع يستمر ثلاث ساعات• وأبدى موقفا موافقا لموقف "الأوبك" الذي مفاده أن الإمدادات في سوق النفط تزيد على الطلب، مضيفا أن الأسعار مرتفعة ولكن هذا لا يرجع للعرض والطلب، وقال "غانم" أن بعض الدول قد تفكر في زيادة الإنتاج ولكن بعض الدول قد تفكر حتى في خفض الإنتاج• وحسب المنظمين فإن هذا الاجتماع الذي أعلنت العربية السعودية في 9 جوان عن تنظيمه، يهدف الى بحث "بموضوعية" مشكل ارتفاع الأسعار وأسبابه وكيفية التصدي له• ومن المنتظر أن يشهد هذا الاجتماع مشاركة أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والدول المنتجة خارج منظمة الأوبك لاسيما روسيا والنرويج والمكسيك والبرازيل وكذا أهم الدول المستهلكة على غرار الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان والصين والهند وجنوب إفريقيا• كما سيحضر هذا الاجتماع الذي سيدوم يوما واحدا الوكالة الدولية للطاقة والمنتدى الدولي للطاقة وكبار المجمعات النفطية الدولية• وبعد افتتاح الاجتماع بجلسة علنية سيما بحضور الملك السعودي "عبد الله" ورئيس الوزراء البريطاني "غوردون براون" سيتواصل اجتماع جدة في جلسة مغلقة تكرس أشغالها لمناقشة وضع السوق النفطية وأسباب ارتفاع الأسعار قبل أن تختتم بالمصادقة على بيان ختامي• وبخصوص موقف منظمة "الأوبك" من هذا اللقاء، استبعد وزير الطاقة وجود أي مسعى مشترك بين أعضاء هذه المنظمة خلال هذا الاجتماع• وأشار إلى أنه "لا يمكن الحديث عن مسعى مشترك للمنظمة خلال اجتماع جدة لأنها لم تتوقع أي اجتماع في هذا الإتجاه" مضيفا أن كل بلد من البلدان الأعضاء سيعرض وجهة نظره• أما أكبر البلدان المستهلكة، لاسيما الولاياتالمتحدة، فلها وجهة نظر مغايرة، حيث يرجع سبب الإرتفاع بالنسبة لها إلى نقص في الإمداد وتتهم منظمة "الأوبك" برفض رفع حصصها الإنتاجية• ومن جهة أخرى، أفادت مصادر إعلامية، أن إمدادات النفط من الدول غير الأعضاء في منظمة "أوبك" والتي تزود العالم بثلاثة أخماس احتياجاته من النفط الى التوقف عن النمو هذا العام، بل وربما تنخفض لتدعم العوامل التي تبقي على ارتفاع أسعار النفط• وقد خفضت وكالة الطاقة الدولية والحكومة الأمريكية توقعاتهما لنمو الإمدادات في العام الحالي لأسباب، منها تأخر الإنتاج من حقول جديدة وتراجع إنتاج حقول منتجة، حسب المصادر ذاتها• ونقلت وكالة "رويترز" قول "مايك ويتنر"، محلل شؤون النفط لدى "سوسيتيه جنرال"، أن "الخطر قائم من أن يكون النمو في الإمدادات من خارج أوبك صفرا"• وتؤدي بوادر تعثر الامدادات في مختلف أنحاء العالم الى تزايد الاهتمام بنظرية الذروة النفطية التي تشير الى أن الانتاج يقترب من أعلى مستوى له وسيبدأ بعد ذلك في الانخفاض•