أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في المداخلة التي تقدم بها في المناقشات والتدخلات التي دارت بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي أن إشكالية صحة الأم والمولود والطفل ترهن جهود التنمية في بلدان إفريقيا، كما أشار إلى أن الجزائر قد حققت هدفين أساسيين من أهداف الألفية يتعلقان بالأمومة والطفولة، حيث تحصلت الجزائر ما بين 2000 و2008 على 11.4 نقطة. مبعوثنا إلى كمبالا/هارون. م. س أوضح الرئيس بوتفليقة في كلمة له بالعاصمة الأوغندية كامبالا أين تعقد الدورة العادية ال 15 لندوة رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي أن إشكالية صحة الأم والمولود والطفل ترهن جهود التنمية في بلداننا، ذلك أن الصحة وهي حق أساسي تدخل أيضا في مجال الاستثمار في التنمية الاقتصادية المنتجة. وأضاف رئيس الدولة قائلا، إن العمل على خفض وفيات الأمهات والأطفال والمواليد يعني السهر على تحسين العوامل الحاسمة في الصحة من خلال سياسات عمومية لإنشاء مناصب الشغل والاستثمار في الهياكل القاعدية المتصلة بالصحة وتحسين الخدمات الصحية وتطوير سياسة دوائية. وفي هذا الصدد تحدث عن الإجراءات المتخذة لصالح القطاع الصحي خلال السنوات الأخيرة سواء على الصعيد الوطني أو بواسطة المساعدة على التنمية الموجهة لقطاع الصحة والتي أسهمت - حسب الرئيس بوتفليقة - في تحسين الوضع الصحي في إفريقيا بصفة عامة، مشيرا إلى أن نسبة الوفيات المسجلة في 100 ألف نسمة تراجعت من 36.9 وفاة إلى 25.5 وفاة في 100 ألف مولود حي. وتراجعت نسبة الوفيات عند المولودين الجدد بمقدار 22 نقطة في الفترة ما بين 1990 و1994، وانخفضت إلى 16.54 سنة 2007، وفيما يخص وفيات الأمهات الحوامل عند الولادة، تراجعت نسبتها من 117.4 وفاة في 100 ألف ولادة سنة 1999 إلى نسبة 86.2 وفاة سنة 2008. ومع ذلك، فإن تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية - كما جاء في كلمة الرئيس بوتفليقة - يستدعي جهودا لفائدة الصحة في إفريقيا تقتضي موارد إضافية هامة ليس بمقدور عدد كبير من البلدان الإفريقية أن تحشدها على المستوى الداخلي. كما عبر رئيس الجمهورية في هذا المقام عن بالغ إكباره للمبادرة التي تقدمت بها كندا ووافقت عليها قمة مجموعة الثمانية المنعقدة بموسكو في جوان 2010 وانضم إليها شركاء آخرون وهي المبادرة التي تهدف إلى إعطاء دفع جديد لصحة الأم والطفل في البلدان النامية وفي إفريقيا على وجه الخصوص. وأشار بالمناسبة إلى مجموعة العمل الرفيعة المستوى حول التمويل الدولي الابتكاري للمنظومات الصحية الحاجة الماسة إلى حشد 10 ملايير دولار أمريكي إضافية سنويا للصحة في البلدان الفقيرة وأغلبها ينتمي لإفريقيا. وأبرز في هذا السياق النتائج التي توصلت إليها المجموعة واصفا إياها بالمثيرة للهلع وتتطلب منا إيلاءها بالغ عنايتنا مضيفا بأن التقديرات تشير في حالة انعدام هذه التمويلات الإضافية إلى احتمال وفاة 4 ملايين طفل سنويا و وفاة 780.000 من الأشخاص البالغين من بينهم 322.000 امرأة أثناء الولادة. أما بشأن الجزائر فقد أكد الرئيس بوتفليقة بأنها الجزائر إلى جانب انخراطها خلال سبعينيات القرن الماضي في سياسة لتنظيم النسل كانت قائمة على تشجيع الولادات في الهياكل المدعومة طبيا وتسهيل الاستفادة من وسائل منع الحمل قد جعلت من صحة الأم و الطفل أولوية وطنية. وخلص رئيس الدولة إلى التأكيد بأن التقدم المحرز لا سيما في تقليص معدل الوفيات لدى الأمهات والأطفال يثبت صواب الخيارات هذه وفعالية الإجراءات المتخذة، وبهذا مثلما قال رئيس الجمهورية تحقق الجزائر الهدفين 4 و5 من أهداف الألفية الخاصة بالتنمية الصحية والأمومة والطفولة، ومن خلال هذه النسب والأرقام المقدمة يتبين أن الجزائر من ضمن الدول الرائدة في هذا المجال، وأن التحسينات المميزة التي حققتها الجزائر في خمس سنوات تفيد أن الأهداف المرسومة تحققت وفق الإستراتيجية الموضوعة بداية من سنة 2000 ، وسوف تتحسن أكثر وتكتمل نجاحاتها مثلما قال عبد القادر مساهل الوزير المنتدب للشؤون العربية والمغاربية من هنا إلى سنة 2015 .