اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، أن السياسة الأمريكية في مرحلة حُكم أوباما عرفت تغيّرا في الخطاب فقط دون أن يُترجم إلى أفعال، مؤكدا أنه ليس في مصلحة أمريكا أن تستمر في دعم الكيان الصهيوني بعد أن بات يهدّد علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي، مضيفا »تراجع قوة اللوبي الصهيوني بأمريكا فرصة للدول العربية من أجل العمل على خلق لوبي عربي مؤثّر في صناعة القرار الأمريكي«. يعتقد الدكتور رضوان مصمودي مدير مركز الإسلام والديمقراطية بالولايات المتحدةالأمريكية الذي حاضر في ندوة الشعب للدراسات الإستراتيجية أمس، تحت عنوان »السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي بعد خطاب أوباما بالقاهرة«، أنه من مصلحة العالمين العربي والإسلامي عدم الاستمرار في ممارسة النقد للسياسة الأمريكية أو الدخول في صراعات فكرية غير مضمونة العواقب، ولابد من انتهاج الحوار والتشاور كأساس للتعامل، قبل أن يشير »لابد من تجديد الفكر الإسلامي وفتح باب الاجتهاد«، وتابع »يجب أن نعمل على تطوير الإسلام الذي يتماشى ومجتمع اليوم خدمة لمصالح الأمة خاصة مع بروز مستجدات في العالم الحديث الذي يلزمنا بالاجتهاد وفق الظروف المعاشة«. واعترف مصمودي بأن خطاب أوباما بالقاهرة كان قويا وجعل العالمين العربي والإسلامي متفائلين، لكن سرعان ما خيّب الآمال المتوقعة، وأنجز الجزء البسيط مما وعد به، مضيفا »يجب أن يكون تقييمنا موضوعي، لاسيما أن الأزمة المالية العالمية هي التي فرضت على أوباما التّحول في مواقفه وترتيب الأولويات«، قبل أن يبرز تفاؤلا آخر بقوله »التغيير يأخذ وقت، وأعتقد أن علاقة أمريكا بإسرائيل تغيّرت جذريا، خاصة بعد أن عرف اللوبي الصهيوني تقلصا مستمرا في مجال تأثيره، ولم يعد مهيمنا كما كان عليه«. ووفق تقدير الدكتور المحاضر فإن العالمين العربي والإسلامي مطلبين بالعمل على تحسين صورة الإسلام في أمريكا، باعتبار أن المعلومات التي تصل الشعب الأمريكي سلبية ومشوهة كما قال، بفعل الإعلام الذي ينقل صورة سيئة، حيث استعرض النموذج السعودي في منع السياقة بالنسبة للمرأة وكذا منع بناء الكنائس، وهو ما أكد حوله مصمودي »56 بالمائة من الأمريكيين يعتقدون أن الإسلام دين مُتطرف« بما يفرض القيام بحملة توعوية لتغيير هذه النظرة السلبية، عبر التواصل والتنسيق مع المؤسسات الأمريكية، وكذا مراكز البحوث والدراسات التي تزيد عن 2000 بأمريكا وتلعب دورا مؤثرا في صناعة الرأي العام الأمريكي. الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني لا يختلف فيه اثنان على أنه مسار خاطئ ويجب العمل على تغييره، وهو ما يتطلب كما قال مصمودي دراسة الكيفية المناسبة عبر بناء لوبي عربي إسلامي مؤّثر في ظل تراجع تأثير اللوبي الصهيوني، مضيفا »60 دول عربية و10 مليون من الجالية العربية الموجودة بأمريكا، لا زال مفعولها ضعيفا، وهو ما يستدعي خلق لوبي قوي يعمل في مصلحة الأمة ويساهم في صناعة القرار الأمريكي«، وهو ما قال حوله الأمين العام لجبهة التحرير الوطني أنها فرصة لتدعيم الجالية العربية الموجودة ومحاولة خلق لوبي عربي مؤّثر في أمريكا، لأنه كما أضاف مصلحة أمريكا ليست مرتبطة بالكيان الصهيوني مقارنة بالدول العربية والإسلامية التي تحوز الطاقة المادية والبشرية..، بما يحتّم مراجعة باب المساعدات التي تقدمها أمريكا مقارنة بكل دول العالم.