لم ينف عبد العزيز بلخادم أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية زيارة الرئيس بوتفليقة إلى سويسرا، لكنه في المقابل أكد أن صحة رئيس الدولة على ما يرام، موضحا بأن كل إنسان معرض لوعكة صحية في أي وقت. إلى جانب ذلك فقد كشف الرجل أن الجزائر مستعدة لإثراء قوانين جديدة تصب في دعم مسار المصالحة الوطنية، كما نفى المتحدث علمه بالفكرة الرائجة حاليا عن اعتزام الرئيس بوتفليقة إنشاء حزب جديد في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن بوتفليقة نجح في العهدة الثالثة وبرنامجه في طريق الانجاز، كما أعلن الرجل عن ضم اللجنة التحضيرية للمؤتمر التاسع لكل أعضاء الهيئة التنفيذية، كاشفا عن احتمال دعوة هذه الأخيرة للانعقاد نهاية شهر أكتوبر يسبقها دورة للمجلس الوطني. وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد عقد مؤتمرا صحفيا في مقر الحزب حضرته إلى جانب الأسرة الوطنية للإعلام وجوه أفلانية قيادية، تطرق من خلاله بلخادم إلى آخر نتائج اجتماع الهيئة التنفيذية، حيث أعلن عن مجموعة النشاطات التي سيقيمها الحزب بدءا من الخميس القادم استعدادا للمحطات القادمة، ومن بينها جمع أعضاء الهيئات القيادية لقواعد الحزب وأعضاء المجالس الشعبية الولائية التابعين للحزب عبر الولايات، تحضيرا للتجديد الجزئي لأعضاء مجلس الأمة، وانتخاب مندوبي المؤتمر التاسع من طرف قواعد الحزب. وقبل هذا كان الرجل قد كشف عن لقاء سيجمعه برئيس المجلس الشعبي الوطني وكتلة الحزب في المجلس الشعبي الوطني يوم الأربعاء القادم لتباحث المسائل المتعلقة بوضعية الحزب . وعاد بلخادم إلى الحملة التي تقودها أطراف لم يسمها، مشيرا إلى أن حزبه يدفع الآن ثمن النجاحات التي أحرزها في الميدان، ومضيفا أن القضية بين أيدي العدالة للفصل في اتهامات الأطراف التي وجهت التهم لحزبه. وكما جاء في مقدمة الخبر، فقد أكد عبد العزيز بلخادم استمرار حزبه في دعم واستكمال مسار السلم والمصالحة الوطنية، وقال في هذا الإطار ''إن الآفلان يؤمن كما مناضليه بالمصالحة وبكل ما يساعد على إخماد نار الفتنة ''، وموضحا أن جبهة التحرير تدعم إجراءات أخرى إن وجدت من أجل دعم ذلك المسار. كما رد الرجل على مطلب الاعتذار من جديد، لاسيما بعد إثارة بعض التصريحات من العاصمة باريس أثناء زيارة زياري لها، حيث أكد أن حزبه ما يزال يلح على مطلب الاعتذار من طرف فرنسا الرسمية على جرائم فرنسا الاستعمارية، وشدد المتحدث هنا على عدم وجود عداوة بين الشعبين الجزائري والفرنسي، لكنه أكد أيضا أن لا علاقات قوية مبنية على تقاسم المصالح إلا بعد الاعتراف. وكان بلخادم قد كشف على الاجتماع المقرر بين 22 و25 من الشهر الجاري لتسليم رئاسة التحالف الرئاسي لحركة مجتمع السلم، مشيرا أن تشاورا حثيثا جاريا اليوم في هذا الجانب لتحديد الموعد النهائي. على صعيد مغاير دان بلخادم اغتيال الرعية البريطانية من طرف ما يسمى بتنظيم القاعدة، مبرزا أن لاشيء يمكنه تبرير الجريمة الإرهابية، مبرزا أيضا أن الجزائر ستبقى تقاوم الإرهاب بكل أشكاله. وسألته ''الحوار'' أيضا عن إمكانية الاستماع للشباب الذي يقدم على الهجرة غير الشرعية، وحول إن كان بالإمكان الاستماع إلى عينة منهم في خضم فعاليات الجامعة الصيفية، المزمع عقدها الشهر الجاري والتي حددت للاستماع إلى فئة الشباب لهذه الطبعة، حيث رد بلخادم أن البرنامج والأشخاص المحاضرين سيتم تحديدهم مستقبلا. بعد تصريحات عبد القادر حجار التي صبت في نفس الإطار بلخادم يؤكد أن الجزائر تنتظر تجسيد أقوال واشنطن إلى أفعال في رد بدا خلاله حذرا، أظهر أمس عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية تفاؤلا نسبيا إزاء خطاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما الذي ألقاه في العاصمة المصرية القاهرة والموجه للعالمين العربي والإسلامي، حيث اعتبر أن الخطاب حمل أشياء جيدة تنبئ بانفتاح على الأمتين، لكنه قال لا يجب التفاؤل كثيرا متمنيا أن تتحول هذه الأقوال إلى أفعال مجسدة في الواقع. وكانت ''الحوار'' قد سألت بلخادم أثناء عقده لمؤتمر صحافي أجراه في مقر حزبه بحيدرة حول قراءته السياسية لخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة الخميس المنصرم، حيث اعتبره خطابا يدعوا للتفاؤل النسبي في ردم الهوة القائمة بين العالمين العربي والإسلامي وبين بلاد العم سام لاسيما مع ما أحدثته إحداث 11 أيلول- سبتمبر2001 وما انعكس جرائها على الإسلام والمسلمين في العالم اجمع. وأوضح عبد العزيز بلخادم أن الجزائر والعالمين العربي والإسلامي ينتظرون أن تتجسد أفكار وأقوال خطاب الرئيس الأمريكي إلى أفعال لإعادة الثقة بين واشنطن والعالمين العربي والإسلامي لاسيما مع إقراره بأن السياسة الأمريكية علمتنا في كثير من المرات انه ليس كل ما يقال يطبق فعلا أو يترجم إلى أفعال''في كلام فهم منه التراجع على رعاية مسار السلام وعدم ثني إسرائيل على إطلاق يدها ضد الفلسطينيين. وتأتي تصريحات بلخادم الذي لم يبتعد كثيرا على التصريحات التي أدلى بها سفير الجزائر بمصر ل ''الحوار'' ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية وعضو الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني عبد القادر حجار، والذي صرح لنا الأربعاء الفارط انه لا ينتظر الكثير من خطاب الرئيس الأمريكي، لاسيما مع احتلال الأراضي العربية، موضحا أن الخطاب سيدعو لفتح صفحة مع الدولة العبرية دون مقابل ملموس على الأرض، مفيدا بأن مواقف الجزائر التاريخية ثابتة على الدوام.