صيف هذا العام اختلف على السنوات الماضية، فهو أولا حرارته مرتفعة نوعا ما، وأن العطل فيه جاءت مضغوطة بشكل جعلت المواطن يتعجل كل شيء قبل أن يحل شهر رمضان الكريم• فالقاصدون الإصطياف داخل الوطن تحركوا بشكل ملفت للنظر بحيث ازدحمت شواطئ الجزائر الممتدة على طول 1200 كلم حتى أنها ضاقت بروادها ليس لضيق المواقع السياحية ولكن لضعف وسائل الاستقبال ونقص الخدمات وجشع بعض التجار في مثل هذه المناسبات• كما أن الحدود الشرقية بجميع منافذها تشهد ازدحاما غير مسبوق في الاتجاه نحو شواطئ الشقيقة تونس حيث تعود الجزائريون منذ سنوات المحنة إلى الذهاب هناك ووجدوا وسائل الراحة التي ينشدونها•• كما أن الذين أعدوا أنفسهم للدخول إلى القفص الذهبي واستباقا لشهر رمضان ازدحمت بهم صالات الأفراح بل أن البعض قام بالحجوزات منذ بداية السنة، وأصبحت الدعوات للأفراح تكاد تكون على مدار أيام الأسبوع• من جهة أخرى أصبح حديث الناس الاستعداد لرمضان وكيفية مواجهة الغلاء الذي يترافق مع كل رمضان دون أن تتمكن الدولة من السيطرة على الأسعار، وإذا كان الجميع يدرك أن المضاربين والتجار هم المتسببين في هذا الغلاء الفاحش فإن الحلول التي تطرح أحيانا لاتكون موفقة أعني بذلك استيراد اللحوم من الهند بعد أن كانت من البيرو والأرجنتين، ذلك أن العملية ليست في توفير اللحم بالسعر الذي يتوافق وقدرة المواطن البسيط بقدر ماهي لعبة بين محتكري السوق وتبادل الأدوار وتوزيع المنفعة بين مراكز القوى والقادرين على التحكم في هذه المواد الأساسية التي لاتقل عن غيرها كالزيت والسكر والقهوة والأرز الخ••• ويبقى المواطن محشورا بين العطلة ورمضان، والدخول المدرسي وهي كلها أساسيات في حياته إلا أن قدراته المادية لا تساعده على أن يوفي بمتطلبات كل ذلك الأمر الذي يجعله يلتجئ للإقتراض ليكمل باقي السنة في تسديد الديون•• صيف حار هذه السنة بكل المقاييس ولكن مع ذلك هناك إحساس آخر هام جدا تلمسه المواطن وأضفى عليه ارتياحا كبيرا وهو استتباب الحالة الأمنية التي شعر بها المواطن في المصائف والمخيمات، وفي الطرق والأسواق مما أعطاه اطمئنانا جعله يتخلص من هاجس الخوف وذلك مكسب سوف يبقى يتعزز بفضل يقظة أبنائنا من رجال الأمن وبفضل تعاون الجميع •••وكل عام وأنتم بخير•