فتح وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أمس، النّار على الذين أفتوا بحرمة أكل اللحوم الهندية المجمّدة بدواعي جهل ظروف ذبحها، مؤكدا أنه لا يمكن التشكيك في مصداقية لجنة الفلاحة التي عاينت مراحل ذبحها حتى وقت استيرادها، وقال أن مُروّجوا هذه الإشاعات والفتاوى المغرضة هي أطراف مأجورة تفتي لمن يدفع أكثر. أكد بوعبد الله غلام الله خلال ملتقى تكويني للأئمة والمرشدات حول الأمراض المُزمنة ورمضان احتضنه دار الإمام بالمحمدية أمس، صحّة التعليمة الموجّهة للأئمة عبر مساجد الوطن، المتضمّنة منع رفع صوت مكبّرات الصوت خارج المساجد أثناء صلاة التراويح، مشيرا إلى أن العبادة تكون في المساجد وليس خارجها، ومن أجل الحفاظ على الصورة العظيمة لدين الإسلام، لا ينبغي -يضيف الوزير- أن تكون صلاة التراويح مصدر إزعاج للمرضى وللمنشغلين بأمورهم الدنيوية، أما قضية فرض قراءة حزبين في كل ليلة من صلاة التراويح، فهو أمر تفرضه العادة باعتبارها سنة محمودة عند الجزائريين، خاصة وأن ذلك يساعد على ختم القرآن الكريم كاملا في شهر رمضان العظيم، كما قال غلام الله. وذكر الوزير أنه تم توجيه ثلاث تعليمات وتوصيات للأئمة تسهّل عليهم ممارسة عملهم، أولها أنه لا يمكن أن يتم تقديم رخصة الإفطار في شهر رمضان بالنسبة للمرضى خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة إلى بالتنسيق مع الهيئات والمصالح الطبية المعنية، وكذا العمل على الاستماع للمصلين والحرص على تذليل انشغالاتهم الدينية، وعدم الإطالة في صلاة التراويح رغم أنه أكد أن ذلك يعود للسلطة التقديرية للإمام ورجال الحي، وفي رده على سؤال حول احتمال معاقبة الأئمة المخالفين، قال الوزير »كلمة عقوبة لا توجد في قاموسنا، ونحرص على تسمية ذلك بتوجيهات ونصائح وحتى توصيات للأئمة الذين اختلطت عليهم الأمور«. كما ثمن وزير الشؤون الدينية والأوقاف التكامل بين العلم والدين في إصدار رخصة الإفطار للمريض، مذكرا أن المولى عزوجل أعطى للمريض رخصة الإفطار في رمضان قبل أن يلفت إلى أن الله يحب أن تؤتى رخصه، وقال »العلم يساعدنا على تقدير هذه الرخصة، والأطباء هم الذين يحددون من يستطيع أن يفطر ومن يستطيع أن يصوم«، داعيا إلى ضرورة ربط العلم بالدين في مسألة الصيام لإقناع بعض المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة بعدم الصيام و هذا من خلال تفعيل دور الأئمة والمرشدات الذين لهم صلة مباشرة بالمواطنين. ويهدف تكثيف اللقاءات مع الأئمة عشية رمضان -حسب غلام الله- إلى تقديم وشرح رزنامة الصلاة والإفطار التي يجب التقيّد بها خلال هذا الشهر الفضيل، مضيفا أنه يجب أن يكون الأذان موحدا خاصة في رمضان الذي يتطلب دقة في الوقت تجنبا للتناقضات وأشكال الجدال من منطقة لأخرى حفاظا على تسمك المجتمع وروابطه. على صعيد آخر، أكد وزير الشؤون الدينية، أن مشروع بناء الجزائر الأعظم يمشي في مساره العادي، مؤكدا أن تحديد وقت انطلاق بناء المشروع يتم في إطار عام الذي يضم الحكومة ومؤسسات أخرى، خاصة أن الدراسة التقنية تمّت، وسيتم تحديد موعد الانطلاق قريبا، قبل أن يكشف على إبداء 26 شركة وطنية وأجنبية مشاركتها في مناقصة الإنجاز دون أن يعطي تفاصيل أكثر عن هذه المؤسسات.