تعيش معظم المراكز البريدية قبل أيام قلائل على انقضاء الشهر الكريم وحلول العيد والدخول المدرسي، على وقع فوضى وشجارات يومية بين الزبون والموظف، جراء الإكتظاظ الكبير ونقص السيولة النقدية، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي وشبكة البريد المزودة بنظام المعلوماتية، في الوقت الذي سجل فيه عزوف المواطنين عن استخدام آلات السحب الإلكترونية المتواجدة سواءا داخل المراكز البريدية أو خارجها والتي يتفاجئ المواطن دوما بتعطلها وتوقفها عن دائرة العمل . في الوقت الذي ينتظر أن تبقى فيه طلبات الزبائن تجاه مصالح بريد الجزائر متواصلة لا سيما مع اقتراب نهاية شهر أوت الذي يتم فيه ضخ الرواتب والأجور ومع حلول عيد الفطر المبارك وبعده الدخول المدرسي، عرفت مختلف المراكز البريدية المتواجدة بالأحياء الشعبية حالة من الهستيريا طيلة أيام رمضان، حيث تشهد هذه المراكز إقبالا كبيرا للمواطنين من أجل سحب ما توفر من المال المتواجد بحساباتهم لتغطية نفقات شهر رمضان، وعيد الفطر المبارك الذي هو على الأبواب والدخول المدرسي، وهذا الثالوث الذي دفعهم إلى الإنتظار خارج المراكز البريدية والتعرض لأشعة الشمس الحارقة في طوابير طويلة من أجل بلوغ الهدف والحصول على مستحقاتهم والتمكن من تغطية حاجياتهم. ولم تتوقف الوضعية الحرجة التي يمر بها المواطنون القاصدون لمختلف مراكز البريد عند هذا الحد، بل تعدت الشجارات لتطال الزبائن فيما بينهم، انطلاقا من الملاسنات والمناوشات الكلامية لتصل إلى حد الضرب والجرح وخلق فوضى عارمة داخل قاعات الإنتظار، جراء الاكتظاظ الكبير ونقص السيولة وما زاد الطين بلة هو انقطاع التيار الكهربائي وشبكة البريد المزودة بنظام المعلوماتية في الوقت الذي سجل فيه عزوف المواطنين عن استخدام آلات السحب الإلكترونية المتواجدة سواءا داخل المراكز البريدية أو خارجها والتي يتفاجئ المواطن دوما بتعطلها وتوقفها عن دائرة العمل. ومن خلال الزيارة الميدانية التي قادت » صوت الأحرار« لبعض المراكز البريدية على رأسها المركز البريدي لبلدية براقي، باش جراح والبريد المركزي، وقفنا على الحالة المزرية التي آلت إليها هذه المراكز جراء الفوضى وسوء التسيير، بالإضافة إلى أن بعض هذه المراكز تعاني من الضيق في قاعات الإنتظار مما يخلق ازدحاما وتدافعا كبيرين، وهذا ما شهدناه في المركز البريدي لبلدية باش جراح الذي يقع بمحاذاة السوق اليومي »ميلودي برينيس«. وفي سياق ذي صلة أشار زبائن بريد الجزائر إلى الانقطاعات المتكررة التي تصاحب عمليات البحث عن بيانات أرصدتهم على شبكة الإنترنيت التي تتدفق بصورة بطيئة جدا وغالبا ما تتوقف لدقائق بل لساعات طويلة، وما عقد من الأمور هو افتعال الظاهرة من قبل الموظفين لأخذ قسط من الراحة والتموج كما يحن لهم في الوقت الذي يشتعل فيه المواطن غضبا لمثل هذه التصرفات التي تكررت أكثر من مرة في ظل غياب الرقابة والمتابعة الميدانية لا سيما وحسب ما صرح به العديد من المواطنين الذين صادفناهم أن الموظف يسعى من خلال ذلك إلى صرف الزبون وطرده من المركز عن طريق التحايل عليه إما بالتوقفات التي تطال شبكة البريد المعلوماتية أو بنفاذ السيولة فرغم الملايير التي ضخت والتصريحات التي ادعت عصرنة القطاع وتطوره إلا أن المواطن يقف على عجز هذه المصالح . ومن جهة أخرى، أعرب العديد من مستخدمي البطاقة المغناطيسية بالعاصمة عن امتعاضهم الشديد من آلات السحب التي تحولت في الفترة غير البعيدة إلى لص محترف إذ لم تعد من أولوياتهم، لأسباب عديدة تتقدمها الأخطاء التي ترتكبها في حقهم من عدم ضخ القيمة المالية المطلوبة التي تم تدوينها مسبقا على اللوحة الإلكترونية والأمر المثير للإنتباه أنّ كل الأخطاء التي تم تسجيلها كانت ضد مصلحة الزبائن الذين يتفاجئون باختفاء قيمة مالية معتبرة من حساباتهم والتي ليس بوسعهم استدراكها، ناهيك عن تعطل هذه الآلات إذ وبمجرد إدخال الزبون لبطاقته تتوقف الآلة، الأمر الذي يصعب على الزبون استرجاع البطاقة وسحبها من الآلة، ضف إلى ذلك حالات السرقة في محيطها فهي لا تتوفر على شروط الحماية. ومنت جهتها، أكد مسؤول الإعلام والإتصال بالمديرية العامة لبريد الجزائر نور الدين بوفنارة أن مراكز البريد قد تفتح مكاتبها بعد الإفطار خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان في حال تسجيل إقبال كبير في فترة الدوام العادية وذلك بهدف تسهيل الخدمات البريدية للزبائن، حيث أوضح أن قضية فتح مكاتب البريد ليلا خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان مازلت قيد الدراسة لتحديد إمكانية فتحها أم لا، مضيفا أنه لم يحدد بعد يوم فتح هذه المكاتب وكذا أوقات عملها بعد الفطور.