قبل أيام قلائل على انقضاء الشهر الكريم وحلول العيد والدخول المدرسي تعيش جل المراكز البريدية المتواجدة على وقع الفوضى والشجارات اليومية بين المواطن والموظف ولم تتوقف عند هذا الحد بل تعدت الشجارات لتطال الزبائن فيما بينهم انطلاقا من المناوشات الكلامية لتصل إلى حد الضرب والجرح . هذه الفوضى العارمة الناجمة عن الاكتظاظ الكبير ونقص السيولة وما زاد الطين بلة هو انقطاع التيار الكهربائي وشبكة البريد المزودة بنظام المعلوماتية في الوقت الذي سجل فيه عزوف المواطنين عن استخدام آلات السحب الإلكترونية المتواجدة سواء داخل المراكز البريدية أو خارجها و التي يتفاجأ المواطن دوما بتعطلها وتوقفها عن دائرة العمل . ومن خلال زيارة"المواطن " لبعض المراكز البريدية على رأسها المركز البريدي لبلدية دار البيضاء ، باش جراح ، بلكور وقفنا على حالة من الهستيريا التي شكلت ديكورا يوميا لهذه المراكز طيلة أيام رمضان حيث تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين من أجل سحب ما توفر من المال المتواجد بحساباتهم لتغطية نفقات شهر الكريم ،و العيد والدخول المدرسي هذا الثالوث الذي دفعهم إلى الانتظار خارج المراكز البريدية والتعرض لأشعة الشمس الحارقة في طوابير طويلة من أجل بلوغ هدفهم والحصول على مستحقاتهم والتمكن من تغطية حاجياتهم . فالمركز البريدي لبلدية باش جراح الذي يقع بمحاذاة السوق اليومي" مولود برينيس " لا يشهد الازدحام والتدافع فقط، بل أنّ ضيقه جعله يبدو مثل قاعة صغيرة أو مقهى يتدافع عليه الناس. من جهة أخرى أشار زبائن بريد الجزائر بالولاية إلى الانقطاعات المتكررة التي تصاحب عمليات البحث عن بيانات أرصدتهم على شبكة الإنترنيت التي تتدفق بصورة بطيئة جدا وغالبا ما تتوقف لدقائق بل لساعات طويلة وما عقد من الأمور هو افتعال الظاهرة من قبل الموظفين لأخذ قسط من الراحة والتموج كما يحلو لهم في الوقت الذي يشتعل فيه المواطن غضبا لمثل هذه التصرفات التي تكررت بالعاصمة أكثر من مرة في ظل غياب الرقابة والمتابعة الميدانية وحسب ما صرح به العديد من المواطنين الذين صادفناهم أن الموظف يسعى من خلال ذلك إلى صرف الزبون وطرده من المركز عن طريق التحايل عليه إما بالتوقفات التي تطال شبكة البريد المعلوماتية أو بنفاذ السيولة فرغم الملايير التي ضخت والتصريحات التي ادعت عصرنة القطاع وتطوره إلا أن المواطن يقف على عجز هذه المصالح . آلات السحب تشهد فترة نقاهة بعد أن تحولت إلى لص أعرب العديد من مستخدمي البطاقة المغنطيسية بالعاصمة عن امتعاضهم الشديد من آلات السحب التي تحولت في الفترة غير البعيدة إلى لص محترف إذ لم تعد من أولوياتهم، لأسباب عديدة تتقدمها الأخطاء التي ترتكبها في حقهم من عدم ضخ القيمة المالية المطلوبة التي تم تدوينها مسبقا على اللوحة الالكترونية والأمر المثير للانتباه أنّ كل الأخطاء التي تم تسجيلها كانت ضد مصلحة الزبائن الذين يتفاجؤون باختفاء قيمة مالية معتبرة من حساباتهم و ليس بوسعهم استدراكها ناهيك عن تعطل هذه الآلات إذ وبمجرد إدخال الزبون لبطاقته تتوقف الآلة عن الاشتغال الأمر الذي يصعب على الزبون استرجاع البطاقة وسحبها من الآلة وإن تم ذلك فبمشقة الأنفس مما جعلهم يعزفون عن استخدامها . هذا ناهيك عن حالات السرقة في محيطها فهي لا تتوفر على شروط الحماية المراكز البريدية ستفتح أبوابها بعد الإفطار قبل أسبوع من حلول العيد في الوقت الذي ينتظر أن تبقى طلبات الزبائن تجاه مصالح بريد الجزائر متواصلة لا سيما مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك وبعده الدخول المدرسي إلا أنه لن تكون بالتالي لموظفي البريد أية فرصة لالتقاط أنفاسهم وسيجدون دوما أمامهم من ينتظر لساعات لاسيما وأننا نعيش على موعد نهاية شهر أوت الذي يتم فيه ضخ الرواتب والأجور !؟ وبغية التخفيف من حدة المواطن ستفتح جل المراكز البريدية المنتشرة عبر تراب الولاية أبوابها خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم بعد الإفطار لتمكين الزبائن من سحب رواتبهم وأجورهم وتغطية حاجياتهم