غصت سهرة أول أمس القاعة التابعة لبلدية سيدي أمحمد بالعاصمة بنخبة من الممثلين والفنانين من أصدقاء صاحب رائعة » قلبي تفكر عربان رحالة « الفنان أخليفي أحمد الذي تعذر عليه حضور التكريم لأسباب صحية بحتة حالت دون التقاءه بالجمهور الذي حضر خصيصا لرؤيته . فعلى الرغم من غياب جسد الفنان أخليفي أحمد عن التكريم بعد سبعين سنة من العطاء والفن لكل مستمع تذوق صوته فأصبح مدمنا على الاستمتاع له، ومن غيابه عن الساحة الفنية في الجزائر دون أدنى تذكر من قبل وزارة الثقافة التي من المفروض أن همها الاول الحفاظ على رموزها وتذكرهم عن طريق تكريمهم أحياءا وكسر قاعدة أن التكريم للموتى فقط، خصوصا أن بصماته باقية الى الابد في الساحة الفنية الجزائرية ولعل مكتبة الارشيف الوطنية والتلفزيون الجزائري مادة دسمة لكل باحث عن عميد الفن البدوي الصحراوي في الجزائر، حام طيفه أول أمس فكان صوته وصورته وأولاده بديلا عنه في تلك اللحظات التي استذكر كل صديق ذكرياته معه فكان الفنان تارة ، والصديق تارة أخرى ، الاب والاخ والمعلم لكل من حالفه الحظ وعرف أخليفي أحمد عن قرب ، وعن التكريم صرح مختار بوروينة رئيس المجلس الشعبي لبلدية سيدي أمحمد » أردنا اليوم من خلال هذه الالتفاتة أن نعترف بكل العطاء الذي قدمه هذا الفنان للاغنية البدوية الصحراوية الاصيلة في الجزائر ، كان وسيظل حاضرا بيننا بصوته الذي تقشغر لسماعه الابدان ، ولاصالته البدوية النادرة ، هذا التكريم ما هو الا قطرة في بحر اعترافا لهذا الفنان على مجهوداته لخدمة الفن في الجوائر وان جاء مباغتا في اطار الطبعة الخامسة لبرنوس سيدي أمحمد الا أنه ليس الاخير فأمة تعرف قدر رجالها هي أمه حتما لازالت بخير« ، وعرف حفل التكريم حضور الفنانة القديرة بهية راشدي ، فريدة صابةنجي ، عايدة قشود ، محمد عجايمي وغيرهم والذي قال بالمناسبة» أخليفي أحمد فنان لا يتكرر ولا يجود به الزمن دائما ، انه عميد الاغنية البدوية الصحراوي دون منازع ونرجو ان يتم الالتفات اليه من عدة جهات معنية لكي نكسر قاعدة » كي كان حي مشتاق تمرة ، وكي مات علقولو عرجون » مضيفا أن التكريم من طرف بلدية سيدي امحمد البلدية التي عاش فيها قرابة سبعون سنة أمر جدير بالاحترام ولكل القائمين على طبعة برنوس سيدي أمحمد في دورته الخامسة .من جهة أخرى أستمتع كل من حضر حفل التكريم بالشريط الوثائقي الذي نال اعجاب أخوة الفنان اخليفي أحمد وابنه محمد الامين خليفي الذي تضمن شهادات حية لاصدقائه على مدار مسيرته الفنية والذي جاء من توقيع الجمعية السينمائية أضواء ، في حين استلم ابنه الامين خلفاوي برنوس سيدي أمحمد الذي ألبسه اياه مختار بوروينة رئيس المجلس الشعبي لبلدية سيدي أمحمد رفقة جمع من أصدقاء ومحبي هذا الفنان تحت زغاريد علت في القاعة اعترافا بكل ما قدمه ووفاءا أبديا لاغانيه وصوته الذي علا حين ردد الجميع الاغنية التي يحفظها كل جزائري عن ظهر قلب » قلبي تذكر عربان رحالة « وغيرها من الاغاني ، لتختتم الامسية بالتشديد على ضرورة نشر الفن الجواري عن طريق تقريب البلدية من المواطن لترقية الحس المدني للفرد الجزائري الذي يجد في هذه المناسبات فرصة لاعلان وفائه لفنان لا يكاد يغيب عن الذاكرة الفنية الجزائرية.