أوضح وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، أمس، أن الاقتراحات الخاصة بإحياء ذكرى الشهداء الذين أعدمهم الاستعمار الفرنسي بالمقصلة وتصنيفها ضمن الأيام الوطنية ستحظى بالدراسة، مستبعدا جعل هذه الأيام عطلا مدفوعة الأجر. أكد الوزير من سطيف بشأن المطالب الواردة من جمعيات ومواطنين حول تخصيص يوم 19 جوان لإحياء ذكرى الشهداء الذين أعدموا من طرف قوات الاحتلال الفرنسي أنها "ستحظى بالدراسة على غرار أيام وطنية أخرى لإحياء أحداث بارزة في تاريخ ثورة التحرير"، وقال على هامش الزيارة التي قادته إلى الولاية أن تخصيص يوم وطني للشهداء الذين أعدموا بالمقصلة "لن يكون بالضرورة 19 جوان"، مستبعدا جعل هذه الأيام عطلا مدفوعة الأجر. وأعطى محمد الشريف عباس اليوم الوطني للمجاهد المصادف ل 20 أوت من كل سنة مثالا على ذلك كونه تاريخ واحد يصادف إحياؤه كل من ذكرى هجمات الشمال القسنطيني التي قادها البطل زيغود يوسف وكذا مؤتمر الصومام فضلا عن أنه يوما وطنيا للمجاهد ومع ذلك فلا يعد عطلة مدفوعة الأجر، كما تفقد وزير المجاهدين بالمناسبة استكمال أشغال مركز الراحة للمجاهدين ببلدية حمام قرقور (شمال سطيف) الذي خصص له 200 مليون دج والمحاذي للحمام المعدني الذي يحمل نفس التسمية، مؤكدا على ضرورة تجهيزه بالمعدات اللازمة ليكون جاهزا للاستلام في الآجال القريبة. وتتربع هذه المنشأة التي ستكون "محطة راحة خاصة بالأسرة الثورية" على أكثر من 500 متر مربع وتتوفر على وحدة صحية تشمل قاعة للتدليك و33 "بنغالو" ومطعما وحماما تقليديا، كما أشرف الوزير بالمناسبة على وضع حجر الأساس لمشروع تهيئة و ترميم معتقل "قصر الطير" "المسمى اليوم قصر الأبطال" بدائرة عين ولمان جنوبسطيف بغلاف مالي بقيمة 40 مليون دج ليكون بعد استلامه متحفا للمجاهد "يحفظ تاريخ و ذاكرة المنطقة ومعلما تنهل منه الأجيال القادمة". للإشارة هنا أن هذا المعتقل تم بناؤه عام 1956 من طرف قوات الاحتلال الفرنسي وكان موجها لتعذيب المجاهدين والتنكيل بهم حيث احتضن آنذاك حوالي 3 آلاف مجاهد معتقل، وبعين المكان أكد وزير المجاهدين أن الدولة تسعى لترميم مثل هذه الأماكن باعتبارها مواقع تاريخية شاهدة على نضال الشعب الجزائري وكفاحه لاسترجاع السيادة الوطنية.