وجه الجنرال محمد ولد عبد العزيز انتقادات لاذعة للمعارضة في موريتانيا على خلفية مواقفها الرافضة للتدخل العسكري تحت قبعة الجيش الفرنسي بشمال مالي، وعبر الرئيس الموريتاني عن امتعاضه من التصريحات التي تتحدث عن الخسائر الكبيرة التي مني بها الجيش الموريتاني خلال مواجهاته الأخيرة مع عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بشمال تومبوكتو. انتقد الرئيس الموريتاني بشدة السياسيين في بلده، خاصة المنضوين تحت لواء المعارضة بسبب مواقفهم من الإستراتيجية التي تعتمدها نواكشوط في حربها ضد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقال ولد عبد العزيز في خطاب أمام المشاركين في الندوة حول الإرهاب والتطرف التي افتتحت أول أمس الأحد بنواكشوط، وقاطعتها المعارضة »إن البعض سعى خلال الأيام الأخيرة إلي تصوير المعركة التي دارت على الأراضي المالية كما لو أنها كانت هزيمة للجيش الموريتاني وانتصار لفلول الإرهابيين قائلا إنه توصيف غلط وتشويش متعمد يهدف إلي الإخلال بالجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب«، وهي إشارة واضحة إلى تصريحات قيادات المعارضة في بلاد شنقيط والتحاليل التي قدمها العديد من المتخصصين في القضايا الأمنية داخل موريتاني وخارجها، خاصة من قبل بعض المختصين الأمنيين الفرنسيين، وهذا على خلفية العملية العسكرية التي نفذها الجيش الموريتاني، تحت مظلة الجيش الفرنسي، ضد موقع لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، غير بعيد عن تومبوكتو بشمال مالي، مع العلم أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي كان قد زعم بأنه قد قتل ما لا يقل عن 19 جنديا موريتانيا في معارك شارك فيها الطيران الموريتاني بشمال مالي، وعرض التنظيم الإرهابي معدات عسكرية قال بأنها تعود للجيش الموريتاني وهو ما أكده أيضا خبير فرنسي متخصص في قضايا الإرهاب. وخاطب الجنرال محمد عبد العزيز المعارضة في موريتانيا بلهجة حادة، قائلا بأن »الذين أشاعوا في العالم أننا دخلنا حربا بالوكالة هم أناس مغرضون يتصورون أنهم سيحققون من وراء تلك الإشاعات بعض المكاسب السياسية«، وبطبيعة الحال فإن الكلام موجه بالدرجة الأولى إلى العديد من السياسيين الموريتانيين الذين أعلنوا رفضهم تحول الجيش الموريتاني إلى أداة يستعملها الجيش الفرنسي لتحقيق أهداف باريس الإستراتيجية، وأكدوا بشكل مباشر وصريح بان نواكشوط تقوم بحرب بالوكالة عن فرنسا. واستغرب ولد عبد العزيز ما أسماه استماع بعض الأحزاب السياسية للإرهابيين أملا في أن تحصد شعبية انتخابية قد توصله إلي سدة الحكم في البلاد قائلا إنه سلوك غريب ومناف للقيم الديمقراطية وتطلعات الشعب، وذكر الجنرال ولد عبد العزيز، ردا على الذين يتهمون الجيش الموريتاني باحتلال جزء من التراب المالي، في إطار حربه على » القاعدة«، بالتعاون القائم بين موريتانيا ومالي. وأكد الرئيس الموريتاني بأن بلاده ماضية في حربها ضد من أسماهم بالمعتدين، وإنها قررت بالفعل نقل المعركة إلي قواعدهم بعد سلسلة من العمليات التي استهدفت المواطنين والأجانب على أراضي موريتانيا، وكان أخرها الهجوم على ثكنة النعمة غير بعيد عن الحدود مع مالي، قائلا إن الهدف من ذكر تلك الأعمال الإجرامية هو التأكيد على أن موريتانيا التي ظلت إلي وقت قريب دولة آمنة قد قررت بالفعل مواجهة هؤلاء مهما كانت التضحيات والجراح.