قال وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد أبيليل إن الأراضي الموريتانية أصبحت تحت السيطرة بعد إعادة انتشار الجيش الوطني في عموم البلاد وإقامة نقاط عبور حدودية، مضيفا أن إنجاز المقر الجديد لإدارة الأمن الوطني يأتي في إطار الإجراءات المتخذة لتحسين أداء وظروف القائمين على قطاع الأمن الوطني. وقال ولد أبيليل في تصريحات للوكالة الموريتانية الرسمية للأنباء على هامش زيارة تفقدية لسير الأعمال الجارية في المقر الجديد لإدارة الأمن الوطني إن ''الأراضي الموريتانية أصبحت تحت السيطرة بعد إعادة انتشار الجيش الوطني في عموم البلاد وإقامة 45 نقطة عبور حدودية''. وأكد الوزير ذاته أن ما كان يجري في عموم البلاد من تهريب للمخدرات وهجرة سرية وتهديد للأمن من قبل عصابات الجريمة المنظمة لم يعد قائما، وأن جميع الأمور أصبحت تحت السيطرة بفضل الله ونتيجة للإجراءات الأمنية المتخذة في هذا المجال، داعيا المواطنين الموريتانيين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه وطنهم ومواكبة التحولات التي تعيشها موريتانيا. وأضاف إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أسدى تعليماته إلى جميع القطاعات، وخاصة وزارة الداخلية وإدارة الأمن الوطني لتكون تحت تصرف المواطن في خدمة أمنه وأمن ممتلكاته، مشيرا في هذا السياق إلى أنه سيتم في هذا الإطار تدشين ست مفوضيات للشرطة في نواكشوط في أقرب الآجال. وكشف الوزير عن تدابير اتخذت لتحسين شروط عمل القوات الأمنية في إشارة إلى زيادة رواتبهم خلال العام الحالي، مؤكدا أن ''العلاقات بين موريتانيا وكل دول المنطقة ممتازة''، وذلك في إشارة منه إلى الأنباء التي تداولت حول عدم رضا الجزائر ومالي عن مشاركة فرنسا في الهجوم الذي شنه الجيش الموريتاني على أحد معاقل ''القاعدة في بلاد المغرب'' الخميس الماضي'' شمال مالي وأسفر عن مقتل 6 من عناصر التنظيم قبل أن يعلن هذا الأخير إعدام الرهينة الفرنسي جرمانو الذي كان ينوى الجيش الموريتاني تحريره. ومن جانبه، قال رئيس الحزب الحاكم في موريتانيا محمد محمود ولد محمد الأمين إن بلاده مستعدة للتحالف مع فرنسا ومالي والنيجر، بل و''حتى مع الشيطان''، من أجل مواجهة ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب والقضاء عليه بشكل نهائي. وزاد ولد محمد الأمين -الذي سلم الرئاسة الدورية لأحزاب الأغلبية مساء أول أمس لنائب رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم سانغوت عثمان- بالقول إن ''القاعدة هي التي بدأت الحرب على موريتانيا، وقتلت عددا من جنودها في مواقع مختلفة''، مبينا أنه ''لهذا السبب تخوض موريتانيا حربا مفتوحة مع القاعدة وتتحين أي فرصة للانقضاض عليها، والانتقام لشهدائها الذين سقطوا على يد القاعدة''. وصب ولد محمد الأمين انتقاداته اللاذعة على بعض أحزاب المعارضة التي نددت بدخول الجيش الموريتاني للمرة الثانية إلى الأراضي المالية، ودعاها إلى ألا يكونوا ملكيين أكثر من الملك، حيث إن مالي نفسها لم تنتقد هذه الخطوة. وأضاف أن مالي - ''ترتبط باتفاقات مع بلدان من ضمنها موريتانيا تسمح بملاحقة وتتبع عناصر الإرهاب في الأراضي المالية، هذا بالإضافة إلى أن كل الهجمات التي نفذتها القاعدة ضد موريتانيا كانت تنطلق من الأراضي المالية''. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد قال في تصريحات له أول أمس من نواكشوط إن موريتانيا بدأت ''محاربة قوية'' ضد القاعدة، مؤكدة أنها ''ستجد فرنسا إلى جانبها في مختلف المراحل، وبإمكانها التعويل على فرنسا في هذا الصدد''، مشيرا إلى عدم وجود خطة ''لأن الحرب ستكون طويلة وسنستمر فيها''. وفق تعبيره.