يُرتقب أن يُعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اليوم عن تحفيزات جديدة لفائدة أساتذة التعليم العالي، بما في ذلك الكشف عن قيمة الزيادات التي استفاد منها هؤلاء في إطار النظام التعويضي الخاص بهم، حيث تتوجّه الأنظار إلى خطابه الذي وصف ب "المهم" بمناسبة الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية الجديدة 2010/2011 بجامعة ورقلة. ويأتي ذلك تنفيذا للالتزامات التي قطعها رئيس الجمهورية للأسرة الجامعية في خطاب مُماثل له العام الماضي بسطيف. توقّعت مصادر مسؤولة أن يكون خطاب رئيس الجمهورية اليوم من جامعة قاصدي مرباح بورقلة، مُكمّلا لمضمون ما جاء على لسانه من التزامات بتاريخ 12 نوفمبر 2009 بجامعة فرحات عباس بسطيف، حيث أفادت أنه من غير المستبعد أن يُعلن عن تحفيزات غير مسبوقة لفائدة أساتذة التعليم العالي في الجانب المتعلق بتحسين الظروف المهنية، ويجري الحديث بالأساس عن إمكانية الكشف عن أهم التفاصيل التي تضمّنها النظام التعويضي الذي أنهت الوزارة الوصية صياغته دون تسريب أدنى معلومات حوله. وبالعودة إلى خطاب بوتفليقة خلال افتتاحه السنة الجامعية المنصرمة فإن أهمّ ما ورد فيه هو تأكيده أن الدولة ستُواصل جهودها في ترقية قطاع التعليم العالمي وتطوير الموارد البشرية العاملة في حقوق البحث العلمي، والتزم تحديدا ب »توفير كل الوسائل الممكنة لتحسين النوعية والتأطير وتوفير مناخ اجتماعي ومهني للأساتذة الباحثين لتمكينهم من أداء مُهمتهم في أحسن الظروف«، وأكثر من ذلك فإن من بين الالتزامات التي اعتبرتها الأسرة الجامعية بمثابة » مرجعية أساسية« حديث الرئيس عن »اعتماد أنظمة تعويضية أكثر جاذبية وتحفيزا من أجل تعزيز القدرات العلمية والتقنية الوطنية، واستقطاب أفضل الطاقات وتفادي ظاهرة هجرة الأدمغة والكفاءات«. وإذا صدقت توقعات المصادر التي تحدّثت إلى »صوت الأحرار« فإن الزيادات الجديدة التي أقرّتها وزارة التعليم العالي في إطار النظام التعويضي لأساتذة القطاع الذي صادق عليه اجتماع للحكومة قبل أيام قليلة فقط، ستُعتبر مكسبا جديدا للأسرة الجامعية التي طالبت منذ سنوات بضرورة أن يُبعد نظام الأجور الأساتذة عن انشغالاتهم الاجتماعية بما يُحفّزهم على التركيز على العمل البحثي، وهي بذلك زيادات تأتي بعد ثلاثة أسابيع من مصادقة مجلس الوزراء على المرسوم الرئاسي المتعلق بالأستاذ الباحث الذي تضمّن منحا مُعتبرة لهذه الفئة. ومن بين المؤشرات التي تؤكد ترقّب الأسرة الجامعية خطاب رئيس الجمهورية وإعطائه اهتماما بالغا، قرار مجلس أساتذة التعليم العالي »الكناس« تأجيل دورة مجلسه الوطني لثالث مرة على التوالي بعد أن كانت مُقرّرة نهاية الأسبوع المُنقضي، وهو أمر أكده أمس المنسق الوطني للنقابة عبد المالك رحماني ل »صوت الأحرار« عندما أورد بأن التأجيل مربوط بترقّب الجديد اليوم بجامعة ورقلة، مع الإشارة إلى أن » الكناس« يتجّه وفق هذه المُستجدات إلى إلغاء حركته الاحتجاجية التي أعلن عنها منذ شهر ماي الماضي. وليس مُستبعدا أن يخوض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الكثير من المسائل الأخرى التي لها علاقة بانشغالات الأسرة الجامعية من أساتذة وباحثين، طلبة ومُسيرين لمختلف مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، كما يُرتقب كذلك أن يشترط القاضي الأوّل في البلاد على ضرورة أن تستجيب الجامعة الجزائرية للرهانات الحالية، ليس بغرض مُعالجة المشكلات التي يطرحها التطور الاقتصادي والاجتماعي للأمة فحسب، ولكن أيضا لضمان التواصل مع التطورات الحاصلة في مجال العلوم والتقنيات وتمكين البلاد من الالتحاق بدينامكية التنمية الدولية. وسوف لن تقتصر زيارة رئيس الجمهورية إلى ورقلة على خطاب افتتاح السنة الجامعية، لأنه سيتجوّل عبر عدد من الشوارع الرئيسية للولاية أين سيحظى باستقبال شعبي، كما سيزور ويُدشّن العديد من المرافق الحيوية بالمنطقة مثلما هو الشأن بالنسبة إلى القطب الجامعي الجديد، وكذا المركز الجهوي لمُعالجة مرضى السرطان ومجلس القضاء والقطب، إلى جانب تدشين محطة تصفية المياه التي وضع حجر الأساس بها في آخر زيارة له للولاية العام 2005 في إطار حملة ميثاق السلم والمصالحة. وجدير بالإشارة إلى أنه من أهم ميزات الدخول الجامعي لهذا العام هو التحاق 1 مليون و230 ألف طالب من بينهم 237 ألف و543 طالب جديد، حيث سخر القطاع قدرات استقبال إجمالية تصل 1 مليون و300 ألف مقعد بيداغوجي وحوالي 558 ألف سرير من بينها 118 ألف مقعد و 86 ألف سرير سيتم استلامها في نهاية السنة الجامعية المقبلة.