سجل المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني »كناباست« ارتياحه للزيادة التي تمت في أجور الأساتذة، جرّاء تطبيق النظام التعويضي الجديد، ونتيجة تحفظ النقابة عن بعض الجوانب المطالب بها دعت أساتذة التعليم الثانوي والتقني إلى دراسة طرق جديدة للاحتجاج، واقترحت عليهم دراسة ما أسمته بطريقة »الإضراب المتناوب« لتحقيق المطالب المتبقية، وتوجهت في نفس الوقت بدعوة وزارة التربية إلى مواصلة الحوار، الذي ترى في أنه لم يستكمل كل ما هو مأمول منه. عقدت نقابة »كناباست« يومي السبت والأحد المنصرمين دورة استثنائية للمجلس الوطني ببومرداس، من أجل تدارس ما تحقق، وما لم يتحقق على مستوى المطالب المهنية الاجتماعية، وقد توجت هذه الدورة ببيان ختامي، تسلمت »صوت الأحرار« نسخة عنه، أشادت مُقدّمته بتضحيات جيل نوفمبر 1954 ، وقالت فيه أن النقاش الذي شهدته هذه الدورة دار في جو مفعم بالوطنية، وقد مسّ القضايا التنظيمية كالانخراطات، وتوزيع البطاقات. وتمّ حسب نفس البيان تقييم السنة النقابية المنتهية، من حيث ما تقرر في الأجر الشهري للأستاذ، ولخّص البيان جملة من القضايا، سجل من خلالها الزيادة التي تمت في أجور الأساتذة، جرّاء تطبيق النظام التعويضي الجديد، الذي قال عنه، أنه لم يكن مطابقا لما تمّ الاتفاق عليه في إطار عملية التفاوض. وبعد أن سجل البيان انقطاع الحوار مع وزارة التربية الوطنية، وما وصفه بزيادة معاناة الكثير من الأساتذة، ولاسيما منهم مثلما قال أساتذة التعليم التقني، أوضح أن الوصاية لم تف بتعهّداتها فيما يخص مسألة الخدمات الاجتماعية، وطب العمل. وقال في نفس الوقت، أن المجلس الوطني للنقابة ينتظر من الحكومة التكفل بملف الخدمات الاجتماعية، بما يضع حدا للفساد المسجل في الميدان. ودعا المجلس الوطني للنقابة وزارة التربية الوطنية إلى استئناف الحوار بما تقتضيه الشراكة الاجتماعية الفعلية، وإلى المحافظة على القدرة الشرائية للأستاذ بإلغاء المادة 87 مكرر، وعبّر في ذات الوقت عن تمسّك نقابة «كناباست» بالمطلب الذي سماه ب »الأصيل«، المتمثل في المطالبة بإقرار تقاعد الأساتذة بداية من بلوغهم 25 سنة من العمل الفعلي. ومن أجل تحقيق كل هذا دعا المجلس الوطني أساتذة التعليم الثانوي والتقني إلى دراسة طرق جديدة للاحتجاج ، واقترح عليهم دراسة ما أسماه ب »طريقة الإضراب المتناوب« لتحقيق مطالبهم، وحثّهم في نفس الوقت على الالتفاف حول نقابتهم من أجل الحفاظ عليها مثلما قال من كل محاولات زرع الوهن في هياكلها وهيئاتها. وحسب مصدر عن نقابة »كناباست«، فإن هذا البيان يعتبر بمثابة دعوة صريحة إلى أساتذة التعليم الثانوي والتقني، من أجل الشروع في عقد جمعيات عامة محلية، على مستوى المؤسسات التربوية والمكاتب الولائية، ومناقشة الأوضاع الحالية من جميع جوانبها، واتخاذ القرارات المناسبة، وكل مكتب ولائي مرجعُهُ الأساس، القرارات التي تصدرها الجمعيات المحلية، ولهُ الحرية الكاملة في اتخاذ ما يراه مناسبا من قرارات، وهذا معناه، حسب مُحدثنا، أن المجلس الوطني، تفادى هذه المرة إقحام كل المؤسسات التربوية في البلاد في حركة احتجاجية وطنية موحدة، وفي وقت واحد. وما لم يقله مصدرنا هذا أن نقابة »كناباست« أصبحت حذرة ومتخوفة من انقلاب التلاميذ وأوليائهم عليها، والرأي العام الوطني، في حال عودتها إلى الاحتجاجات والإضرابات طويلة المدى، التي وضعتهم داخل فكي كماشة، وكانوا هم فيها الضحية الأولى والأخيرة مثلما كان الحال عليه في إضرابات سابقة، وآخرها إضراب الثلاثة أشهر للسنة الدراسية الماضية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، خوف النقابيين من الجدّية التي تحدّثت بها وزارة التربية الوطنية، ووزير التربية نفسه، من أجل ضمان الاستقرار والسير الطبيعي للقطاع.