قال عبد الحميد سي عفيف، عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، أن المرجعية التي يتبناها حزب جبهة التحرير الوطني، تنطلق من المبادئ التي قامت عليها ثورة نوفمبر، التي تتضمن القيم النبيلة، بما يتماشى والتطور الذي تشهده مجتمعات العالم، واعتبر سي عفيف أن المرجعيات الدينية هي ثابت من ثوابت الأمة، وليست مجالا للمزايدة. تحدث القيادي الأفلاني عبد الحميد سي عفيف، في كلمة ألقاها بمناسبة انعقاد الندوة الدولية ال22 لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي التي تجري أشغالها بتونس، عن واقع الشباب وتحديات اليوم. وأوضح سي عفيف في كلمته أن »الجزائر التي مضت على ثورتها 56 سنة، تتطلع دائما إلى بلوغ المزيد من الانتصارات، للوصول الى يناء الدولة الحديثة، وذلك في إطار التمسك بالمرجعيات التاريخية والمنطلقات الفكرية التي سطرها بيان أول نوفمبر 1954«. وأوضح عضو المكتب السياسي للأفلان أن مشاركة الحزب العتيد في أشغال هذه الندوة يدل على متانة العلاقات التي تربط الشعبين الجزائري والتونسي، وكذلك تعكس التوجهات الحكيمة للقيادات السياسية للبلدين، مشيرا الى أن هذا يدخل في إطار المساعي الرامية الى تفعيل الاتحاد المغاربي تجاه القضايا المشتركة إقليميا ودوليا. وفي معرض حديثه تطرق المكلف بالعلاقات الخارجية والجالية بالمهجر للحزب العتيد الى العلاقات التي تربط الجزائر وتونس، حيث قال أنها »تتجاوز التاريخ والجغرافيا الى ما هو أسمى من ذلك، وهي الدماء الزكية التي وحّدت بين شعبينا في أحداث ساقية سيدي يوسف«. كما تطرق سي عفيف إلى أهم التحديات التي تواجه الشباب اليوم، حيث طرح إشكالية »إمكانية تغيّر المرجعيات التي تحدد هويتنا«، حيث دعا إلى استيعاب هذه قوة الشباب حتى لا تجذبها مختلف التيارات، في ظل التطور التكنولوجي والثورة الرقمية، منوّها إلى أن الاحتلال الفرنسي سعى بكل ما أوتي من قوة الى طمس معالم الهوية وضربها في عمقها العربي والإسلامي، إلا أن اندلاع الثورة التحريرية التي جاءت وفق إستراتيجية التحرير ويناء الدولة الجزائرية ذات السيادة الكاملة، أسس لمرجعية جديدة أصبحت تتبناها الأجيال. وفي سياق متصل أوضح سي عفيف أن محور المشاركة السياسية للشباب الذي يعمل حزب جبهة التحرير الوطني على تفعيله، يدخل في إطار العمل للتمكين من تواجد الشباب وباستمرار على مستوى هرم القيادة السياسية، معتبرا أن العناية بالشباب تتطلب جهدا منسقا ومتكاملا لتقديم حلول عميلة للمشاكل الحقيقية التي تعاني منها مجتمعات المغرب العربي، على غرار مشكل البطالة والسكن والتطرف الفكري والهجرة السرية الى غير ذلك من المشاكل التي تتخبط فيها المجتمعات النامية. كما دعا عضو المكتب السياسي المكلف بالعلاقات الخارجية والجالية بالمهجر للأفلان إلى الابتعاد عن استغلال المرجعية الدينية من أجل المزايدات السياسية، خاصة فيما يتعلق »بالتطرف الديني، الذي أصبح تصرفا يسيء للإسلام، ومجالا للانقضاض على الدين من طرف عناصر تتخذ من الإرهاب غطاء لضرب المقدسات الإسلامية، التي تبقى سامية في أهدافها ومبادئها«.