أكد عبد الرحمان بلعياط عضو المكتب السياسي للأفلان أن عملية تجديد هياكل الحزب على مستوى القواعد تجري بوتيرة معقولة تحكمها ظروف وواقع كل محافظة، ورجح الانتهاء من تجديد مكاتب القسمات التي بلغت مرحلة متقدمة وتشرف على نهايتها وكذا تجديد مكاتب المحافظات التي ستنطلق قريبا، بداية السنة المقبلة، وعلى صعيد آخر أشار بلعياط إلى الأهمية التي توليها قيادة الحزب لمجال التدريب والتكوين السياسي للشباب تحسبا للاستحقاقات السياسية المقبلة. أوضح عبد الرحمان بلعياط أمس على أمواج القناة الإذاعية الثالثة لدى استضافته في حصة »سياسة«، أن عملية تجديد مكاتب القسمات تشرف على نهايتها، وأن العملية تجري وفقا للقانون الأساسي وتعليمات المكتب السياسي والأمين العام للحزب، وقال إن وتيرة العملية فهي حسب ظروف كل محافظة، فبينما انتهت عدة محافظات من تجديد مكاتب قسماتها قبل أشهر لا تزال العملية متعثرة في محافظات معدودة، ومن وجهة نظر القيادي في الأفلان فإن تمديد آجال العملية لأسبوع أو أسبوعين، أمر عادي لأن تحديد موعد 31 أكتوبر كأجل للانتهاء من تجديد مكاتب القسمات يندرج في إطار العمل التنظيمي ووضع رزنامة للعمل بينما الواقع له منطقه الخاص، ورجّح المتحدث الانتهاء من العملية كاملة أي تجديد كل الهيئات والهياكل المحلية من مكاتب القسمات ومكاتب المحافظات نهاية السنة الجارية. وربط القيادي في الأفلان بين عملية تجديد الهياكل وما شابها من جدل في الفترة الأخيرة وبين حسابات المناضلين للاستحقاقات السياسية المقبلة، محليات وتشريعيات 2012، مؤكدا حرص قيادة الحزب رغم تفهمها للطموح المشروع لكل مناضل، أن لا تنحرف هذه المنافسة، مثلما حدث في بعض القسمات، وأن لا تخرج عن إطارها النضالي، كما لم ينف المتحدث تداعيات الأزمة التي عرفها الحزب سنة 2004 وقال إن القيادة تسعى للقضاء على بعض الممارسات الاقصائية في القواعد تماما كما تم القضاء عليها في الهيئات القيادية. وفي سياق الحديث عن أجندة الحزب العتيد مثلما حددتها توصيات وقرارات المؤتمر التاسع، خاض بلعياط في ملف التكوين السياسي، بصفته بالمكلف بالتدريب والتكوين السياسي في المكتب السياسي للأفلان، مذكرا بالندوات الجهوية الستة التي نظمها الحزب مؤخرا حول فن الخطابة والتبليغ السياسي حيث استهدفت كل ندوة منها ما بين 400 و600 شاب، وتمت الاستعانة بأساتذة جامعيين لتدريبهم كما لم يبخل عليهم قياديون في الحزب بتجاربهم في هذا المجال، مشددا على أهمية هذه الخطوة والمبادرة التي تندرج في إطار استعدادات الحزب العتيد للاستحقاقات السياسية المقبلة، لأن تسيير البلاد في المرحلة المقبلة يقع على عاتق الشباب، وهو ما يجعل قيادة الحزب حريصة على تكوين المناضلين الشباب ليكونوا في مستوى التحديات المرفوعة، مشيرا في المقابل إلى أن الاهتمام بفئة الشباب لا يعني بأي حال من الأحوال القطيعة مع الأجيال السابقة بل في إطار التواصل بين الأجيال. كما عرّج عبد الرحمان بلعياط عضو المكتب السياسي للأفلان ردا على أسئلة محاوريه على أهم القضايا المطروحة في الساحة السياسية، على غرار مطلب تعديل الدستور الذي أكد أنه ما يزال ضمن أجندة الأفلان، مذكرا برغبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي أعلن عنها في أكثر من مناسبة وهي المراجعة الشاملة للمنظومة الدستورية والتي اختار أن تكون بالتدرج. أما بالنسبة لمطلب مراجعة قانون الانتخابات، فقد أوضح بلعياط أن الأفلان لا يملك في الوقت الراهن نموذجا جاهزا بمقترحات محددة حول نظام الاقتراع، لكنه مع مطلب مراجعة النظام الحالي بهدف سد الثغرات والنقائص، مشيرا إلى أن الموضوع بحاجة إلى استشارة واسعة مع شريكي الأفلان في التحالف الرئاسي قبل الذهاب إلى أي مقترح، لأن الهدف من وجهة نظر الأفلان هو الوصول إلى نظام أفضل لا يتسم بالظرفية بل يضمن الفعالية في الساحة السياسية والمساواة في التمثيل، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأفلان لا يواجه مشكلا مع النظام الحالي بدليل أنه سمح له بالفوز بالأغلبية المطلقة في استحقاقات 2002 والحفاظ على الريادة في استحقاقات 2007، كما أن الأفلان ومثلما يذهب إليه بلعياط قادر أيضا على الحفاظ على الريادة في استحقاقات 2012. على صعيد آخر أكد عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني أن لحزبه مقاربة سياسية واضحة وأنه باق على نفس الإصرار فيما يتعلق بأهم أولويات البلاد وعلى رأسها استتباب الأمن والاجتثاث التام والنهائي للإرهاب فضلا عن تنقية الساحة السياسية، مضيفا أن هدف الحزب العتيد يكمن أيضا في الاستمرار في الاستفادة من التطور الاقتصادي الذي انبعث منذ عشر سنوات والعمل على ترقيته وجعله قاعدة اقتصادية قوية. وردا على سؤال يتعلق بالوضع الأمني في منطقة الساحل، أجاب بلعياط أن الأفلان على غرار بقية التشكيلات السياسية في صف الدولة ولديه الثقة الكاملة في المؤسسات الأمنية الوطنية لمواجهة التهديدات الإرهابية المحدقة بالبلاد.