دقّت جمعية »أنيس« ناقوس الخطر بعد أن سجلت الجزائر منذ بداية 2010، أكثر من 600 حالة جديدة لمرض السيدا، فضلا عن أن بعض التقديرات تؤكد أنه من بين 6 ألاف و12 ألف امرأة تتعايش مع أعراض المرض في صمت، وهو ما يُبرر إطلاق الحملة الوطنية لتحسيس النساء والأطفال من مخاطر السيدا التي ستستمر لمدة عام كامل بداية من الفاتح ديسمبر المقبل. قال الدكتور سكندر عبد القادر صوفي رئيس جمعية »أنيس« لمكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا وترقية الصحة خلال تنشطيه منتدى يومية »المجاهد« أمس، أن جُل مرتادي الملاهي الليلية من النساء من فئة الجامعيات اللائي يُقمن في الإقامات الجامعية، وهو ما يجعلهم عرضة لمخاطر نقل مرض »السيدا« خلال ممارستهم علاقات جنسية متعددة، مؤكدا أن الجزائر سجلت رسميا ما لا يقل عن 600 حالة عدوى خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2010، وهو ما عجل بضرورة إطلاق الحملة الوطنية لحماية النساء والأطفال من السيدا تكون نقطة انطلاقتها من ولاية غرداية ابتداء من الفاتح ديسمبر وتستمر لمدة عام كامل لغاية 30 ديسمبر 2011. وأكد المتحدث أن الحالات الجديدة المشخصة، ترفع العدد الرسمي المسجل منذ ظهور الوباء في الجزائر سنة 1985 إلى 4745 حامل فيروس و1118 مصاب بداء السيدا، ورغم ذلك تبقى هذه الأرقام بعيدة عن الحقيقة كما قال، حيث ترتكز الحملة الوطنية المبرمجة بداية الشهر الداخل على ثلاثة محاور، أولها التوعية والتحسيس بأهمية الكشف المبكر عن المرض، وكذا مساعدة المصابين بدعم من المختصين ورجال الدين والبرلمانيين والسياسيين، والعمل على تحسين التكفل بالمرضى وتوفير لهم وسائل العلاج. وتدخل هذه الحملة في إطار المخطط الوطني لمكافحة السيدا 2008-2012، والذي تساهم فيه كل الوزارات ذات العلاقة، وكذا خمس جمعيات وطنية، والذي يتضمن تقوية نشاط الوقاية للنساء وتعزيز الخدمات لمكافحة تفشي المرض، لاسيما أن بعض التقديرات تؤكد أنه بين 21 و30 ألف شخص يتعايشون مع السيدا وهي الأرقام القريبة إلى الحقيقة، حسب ما أكد رئيس جمعية »أنيس«، مضيفا أن الفئات الأكثر عرضة للوباء هم الذين يمارسون تجارة الجنس، خاصة إذا علمنا أن 4 بالمائة منهم حاملون الفيروس، وبين 30 و40 بالمائة يتعرضون للإصابة بالفيروس بسبب استعمال المخدرات عن طريق الحقن، مما يسهل نقل المرض. وقال سكندر عبد القادر إن هذه الفئة تعاني الإقصاء والتهميش من المجتمع، وهو ما يجعلها ترافع لإدراجها ضمن المستفيدين من برامج علاج الأمراض المزمنة، خاصة أن هذا يعد من الطابوهات في ظل غياب ثقافة جنسية في المجتمع الجزائري، وهو ما يفسر أن 90 بالمائة من النساء الحوامل ينقلن الفيروس للجنين خلال الحمل أو الرضاعة، وهو ما يستدعي كما قال، ضرورة تفعيل عمل المجلس الوطني لمكافحة السيدا الذي لم ينعقد منذ خمس سنوات.