دعا فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، إلى وضع سياسة للتصدي لآفة المخدرات التي يستخدمها المغرب »سلاحا ذا دمار شامل يستهدف شبابنا«، حيث قال أن عددا كبيرا من قضايا العدالة التي تورط فيها شباب جزائريون بسبب هذه المخدرات، وطمأن المتحدث بشأن تحسن وضعية حقوق الإنسان في الجزائر مشيرا إلى وجود عدة نقائص سجلها ضمن التقرير السنوي لحقوق الإنسان الذي سيقدمه لرئيس الجمهورية نهاية السنة الجارية. أوضح قسنطيني الذي نزل أمس الأول ضيفا على منتدى »المجاهد« أن »وضعية حقوق الإنسان بالجزائر تعرف تحسنا ملحوظا وأن هناك جهودا تبذل وإرادة سياسية لإحراز تقدم في هذا المجال« مشيرا إلى أن هناك نقاطا سجلها ضمن التقرير السنوي الذي سيقدمه لرئيس الجمهورية في نهاية 2010. وتحدث قسنطيني عن النقائص المسجلة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، واضعا في المقام الأول الحقوق الاجتماعية سيما السكن والتشغيل، كما اعتبر أن حرية الصحافة تحرز تقدما هي الأخرى، محققة خطوات معتبرة مستندا في حديثه إلى العدد الكبير للصحف اليومية الخاصة. وأشار إلى الزيارة المقبلة التي سيقوم بها مقرر ثاني لمنظمة الأممالمتحدة، والذي سيتناول هذا الجانب، وتابع يقول »قبول المقررين الخاصين التابعين للأمم المتحدة الذي تقرر في ماي الأخير يعد الجواب المناسب لأولئك الذين يحاولون الإيهام بأن الجزائر بلد »مافياوي«، وشدد في حديثه على أن الجزائر دولة قانون. وفي سؤال حول فتح وسائل الإعلام الثقيلة على التعددية، اعتبر قسنطيني ذلك »مسارا لا مناص منه«، شريطة تأطيره من خلال »دفتر شروط صارم«، كما أوضح من جانب آخر أن حقوق الإنسان في ميدان العدالة تعرف نفس التقدم، مشيرا إلى قضية غرق سفينة بشار التي تشكل حسبه «دليلا دامغا وملموسا وواضحا على أن القضاة الجزائريين يعملون بكل حرية«. وعن حالة الطوارئ، أكد قسنطيني أن هذا الإجراء يعد »تدبيرا أمنيا مبررا« من أجل مكافحة الإرهاب إلا أنه أعرب عن أمله في أن يتم رفعه يوما ما. ودافع قسنطيني عن جهود الدولة في توفير الأمن بمنطقة القبائل، وذكر أن »المنطقة تعرف تشديدا أمنيا لا تقصير فيه لكن يجب أن يشارك المواطنون بشكل أكبر في العملية، وقد لاحظنا نتائج التعبئة الشعبية مؤخرا بالمنطقة جراء سلسلة الاختطافات«. وفي حديثه عن مسألة تهريب المخدرات التي تنجم عنها آفات عديدة في أوساط الشباب الجزائري، اعتبر ذلك مشكلة ازدادت حدة بسبب موقع الجزائر التي لها حدود مع المغرب، وفي هذا الخصوص صرح قسنطيني »ليس من السهل أن نكون جيرانا للمغرب« مضيفا أن المخدرات القادمة من هذا البلد تعد »سلاحا ذا دمار شامل يستهدف شبابنا«، حيث تطرق إلى العدد الكبير من قضايا العدالة التي تورط فيها شباب جزائريون بسبب هذه المخدرات، موضحا أنه »من الضروري تسوية هذا الملف«. وعلى صعيد آخر وصف قسنطيني، الاعتداء الذي ارتكبه المحتل المغربي ضد الصحراويين بمخيم أكديم أزيك بعمليات »الإبادة وجرائم ضد الإنسانية«، وقال قسنطيني إن اعتداء العيونالمحتلة يعتبر إبادة وجريمة إنسانية يرتكبها بلد عدواني، ودعا المجتمع الدولي إلى التصدي لهذه التجاوزات الخطيرة، والضغط على المغرب لحمله على الاعتراف بجرائمه.